أحد المتحذلقين من الذي أمتلأ إهابهم بقشور الثقافة دون جوهرها،، زعم أن الشاعر الكبير عكير الدامر رطاني، وفات عليه أن علي ابراهيم الخير (أوكير) عربي جعلي حتى النخاع.. بل هو أميز شعراء الجعليين، منذ بابكر ود شخيب، وود النعيسان شاعر المك نمر، أو شاعر بلاط المك، فعكير قد رضع لبان الشعر من ثدي ولبان والدته البرة الصالحة الجعلية،، ومن أفق والده العربي القح ابن القبيلة من أهلنا الكميلاب.. والكميلاب هم من هم في العلم والفهم والمعرفة وعلوم القرآن في بربر والدامر،، والذين عاشوا في دامر المجذوب، ونهر عطبرة، والبادية، وبربر يعرفون قيمة أهلنا الكميلاب وسط أهلهم الجعليين، فأين الرطانة إذن لشاعر كبير ينتمي الى أكبر بيوت العرب من بني العباس والكميلاب، وهم فروع الدوحة العربية الباذخة.. ومن المعلوم عندنا في دامر المجذوب الارتباط العميق بين الدامر والشرق كافة، فأهل الشرق هم أهلنا وعربنا، والرباط التأريخي بيننا خالد، تواصلاً ورحماً ودماً ومصاهرة ونسباً، ويكفي أن يعرف هذا المتشدق بالمعرفة أن الشياخة الروحية في الشرق.. وقبل دخول وانتشار بعض الطرق الأخرى الوافدة، كانت ولا تزال لأهلنا المجاذيب.. فشياختهم الآن وقبابهم في أركويت، والشيوخ هناك من أبناء عمومتنا يحملون أسماء أوهاج، وأوشيك، وأوكير، ولم أجد أحداً يرطن أحلى ولا أبدع من رطانتهم،، ولم يقل أحدهم أن فلاناً رطاني، والآخر غير رطاني، فاللغة والرطانة مجرد أداة ثقافية نعتز بها جداً ونفخر بها، بل هي إضافة يعتز بها شبابنا في تلك المنطقة ولم تكن يوماً من الأيام أداة للتفريق والعنصرة كما يحاول بعض المتثقفين السذج ترويجها بوعي وبدون وعي، وهي من بضاعة تلك السنوات البائرة الكاسدة التي أفضت الى انفصال، والتي يروج لها من يبغون مزيداً من الانفصال، فيدسون السم في الدسم، فيتلقفها أدعياء الثقافة الذين يقولون لك لقد تعلمت العربي في المدرسة، وفاته أنه عربي عريق منذ آلاف السنين شأن ذلكم الصحفي الكبير الكاتب المجيد والأستاذ الجامعي الذي تعلم العربي في المدرسة، وهو محق في ذلك، ولكن قريته كلها عن بكرة أبيها من الجعليين الذين استوطنوا بالشمال منذ مئات السنين، فذهبت لغتهم في بحر الثقافة العريقة التي وفدوا اليها وامتزجوا بها، فكانت لغتهم لغة الأهل الطيبين العريقين أهل الحضارة الخالدة الذين امتزجوا وذابوا فيهم. وبالمناسبة توفيق صالح جبريل كنزي والكنوز من ربيعة العربية، وربيعة هي أول قبيلة عظيمة صاهرت النوبة وملوكهم،، وهم رواد التمازج القولي في شمال السودان، وأول من غيَّر وجه التاريخ والحياة.. ولن نعدم في مناخ البلابل الثقافية من يحاول أن يسلخهم من ثوبهم العربي ودورهم الحضاري، ودور رموزهم الكبار أمثال نجم الدين الذي يعتقد سكان أسوان وأهالي قرى الجعلابية في صعيد مصر، أنه من العباسيين،، وسواء كان من بني العباس أو من الطالبيين الحال واحد، فكلا الفرعين من بني هاشم وكلهم من قريش.