- يعتبر العازف الماهر (بقنيني) من أشهر العازفين في العصور الوسطى، وكان يلقب ب (شيطان الكمان) لأنه أثناء عزفه يخرج دخان من الكلمان نتيجة لاحتكاك القوس بالأوتار، وحتى هذه اللحظة لم يأتِ عازف مثله.. ولكن سامح الله وزارة الثقافة الاتحادية التي تريد أن تصنع لنا (بقنيني) من عدم، وتهدر أموال الدولة فيه وتكرمه في ظرف أقل من تسعة أشهر مرتين، الأولى في الفنون الشعبية، والثانية بقاعة الصداقة.. والمجموع النهائي (80) ألف جنيه استلمها عازف الكمان عثمان محيي الدين (بتهوفن) وزارة الثقافة الاتحادية، فكيف تهدر الوزارة الأموال في عازف عادي ومتواضع يطلق على نفسه (ساحر الكمان)؟!.. (عجبي) فعن أي سحر يريد أن يحدثنا هذا الساحر والذي لم نلتمس سحره في الساحة الفنية والموسيقية خاصة، حتى الآن.. فأين الإضافة الفنية الجديدة التي حققها ؟!.. للأسف الشديد لم نرها على أرض الواقع، فهو يحمل الكمنجة ويعزف أعمال الغير!!.. فأين السحر في ذلك عزيزي عثمان محيي الدين؟! - فأعمال وأغنيات الراحل التاج مصطفى التي قمت بعزفها في ألبوم موسيقي كامل، فات عليك أنها أعمال معروفة أصلاً ومحفوظة للشعب السوداني، فمهما عملت فيها فإنك لن تضيف لها شيئاً.. فلماذا لا تأتي بألحان جديدة تكون بمثابة طفرة للموسيقى السودانية وتتناسب مع لقب (ساحر الكمان) الذي أطلقته على نفسك، بدلاً من ترديد وعزف أعمال الغير المعروفة والمحفوظة أصلاً؟.. فما هو الجديد الذي قدمته في ذلك.. فقد عرفنا عبقرية الفنان التاج مصطفى، فأين عبقريتك وإبداعك يا عثمان محيي الدين.. وإلى متى سوف تعتمد على إبداع الآخرين؟ - ولكن أن يطلق عثمان محيي الدين على نفسه لقب (ساحر الكمان)، فهي ظاهرة غريبة تجاوز فيها عازفين أثروا وجدان الشعب السوداني طويلاً أمثال عبد الله عربي ومحمدية.. فإذا كنت ساحراً للكمان يا عثمان محيي الدين، فماذا يكون محمدية الذي عزف مع عمالقة الغناء السوداني من جيل إبراهيم الكاشف وعائشة الفلاتية وإلى جيل شريف الفحيل ومنار صديق، وعزف مع الأوركسترا السيمفوني المصرية.. فأين أنت من محمدية؟!.. بل إنك لا تتفوق أكاديمياً على محمدية خاصة وأنك لم تكمل دراستك بمعهد الموسيقى والمسرح واتجهت لمجال التلحين. - وعندما قمت بسؤال عدد من كبار العازفين في البلاد عن إمكانات عثمان محيي الدين الموسيقية، وهل تنصبه ساحراً للكمان كما يقول.. ردوا رداً واحداً وهو: أن عزف عثمان محيي الدين على الكمان عادي جداً جداً، ولكنه يعرف كيف يروج لنفسه، فهو موسيقي ذكي استطاع بإمكاناته العزفية العادية أن يضع لنفسه إعلاماً بالحديث عن نفسه ومشاريعه وتجاربه، كما أنه يقوم بتوزيع أسطواناته الموسيقية مجاناً للناس ويضع فيها صورته بشكل كبير واسم عريض أطلقه على نفسه وهو (ساحر الكمان)، متجاوزاً عازفين كباراً، رغم أن رصيده الموسيقي فارغ تماماً حتى الآن ولا يمتلك أي مشاركات خارجية. - ولكن السؤال المهم والقائم: لماذا تميز وزارة الثقافة الاتحادية بين عازف متواضع الإمكانات لم يشكل أي إضافة للموسيقى السودانية، وبين أرقام موسيقية كبيرة لم تكرم بربع ما كرم به عثمان محيي الدين أمثال الموسيقار العالمي حافظ عبد الرحمن ود. الفاتح حسين الذي تم تكريمه من قبل دار الأوبرا المصرية ويعتبر أول وآخر تكريم لعازف سوداني في الأوبرا، بل زاد د. الفاتح حسين على ذلك وقام بإنشاء مدرسة موسيقية خاصة للأطفال بمجهود شخصي لأول مرة في السودان، ناهيك عن تجربته الطويلة مع الفنان محمد الأمين ومحمد وردي وأبو عركي البخيت وغيرهم، فلماذا تتجاهل وزارة الثقافة الاتحادية أسماء قدمت الكثير لهذا الوطن وتكرم من لم يقدّم شيئاً؟ - سيدي وزير الثقافة الاتحادية الأستاذ السموأل خلف الله، يعلم الله بأنني أكن لك في قلبي محبة ومعزة خاصة وخالصة جداً لا تعلمها ولكنها حقيقة مشاعري تجاهك خاصة عندما استجبت بصورة سريعة لمبادرة تكريم والدي عليه رحمة الله، بعد أن قدمت لك الدعوة لذلك، وأعلنت مشاركة فرق الوزارة في التكريم، كما أنني أحفظ لك جميلاً آخر من خلال مساهمتك الفاعلة في المبادرة التي تقدمت بها لعلاج شاعر العيون عبد الله النجيب قبل أن تتقلد منصب الوزارة، ونعلم ونحفظ لك عدداً من المشاركات الإنسانية النبيلة، ولكن سيدي الوزير الساكت عن الحق شيطان أخرس، والقلم أمانة ومسؤولية كبيرة ملقاة على عاتقنا، فنحن لا نعرف التطبيل الأعمى ولكن نكشف لك مواضع الخلل والإخفاق في أدائك للتجويد وتدارك الأخطاء ليس إلا والله أعلم بذلك، ولا نسعى لخلق عداوات معك ولا نترصد أخطاءك كما يقول البعض، ولكن نقف معك لحمل هذه المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقك وأنت أهل لها، ولكن لا خير فينا إن لم نقل لك كلمة الحق، ولا خير فيك إن لم تسمعها، فكل هدفنا المصلحة العامة حتى نرتقي بالثقافة لتقود الحياة بالبلاد كما يقول شعارك الذي رفعته في بداية تقلدك لهذه المسؤولية.. فطالما أن هناك أموالاً في خزانة وزارتك، فلماذا لا يتم استثمارها في مشاريع وأشياء أنفع وأجدى بدلاً من صرفها على أنصاف المواهب التي تردد أعمال الغير وليست لديها أي إضافة، فلماذا لا تقوم مثلاً بإعادة هيكلة صندوق دعم المبدعين وغيره من المشاريع الأخرى المفيدة، حتى لا يقال مستقبلاً بأن هناك (حاشية) مقربة للوزير. - والله من وراء القصد-