تجربة تطوير المناهج فى السودان غير نظام مايو 1969م السلم التعليمي فى السودان فصار 6/3/3 بدلاً من نظام التعليم فى الحكم الثنائي، الذى اعتمد سلمه نظام 4/4/4 لمراحل التعليم العام الثلاث. واستمر العمل بالسلم المايوي وألفت الكتب للمراحل التعليمية الثلاث، علماً بأن كتب المرحلة الثانوية قبل العهد المايوي معظمها كانت كتباً من كمبردج، عفا عليها الدهر، ودول أخرى تم استبدالها بكتب سودانية فى العهد المايوي. ثم تم فى عهد حكومة الإنقاذ عقد مؤتمر سياسات التعليم 1990م، الذى عقد فى الخرطوم ووصى المؤتمرون بإعادة صياغة المنهج التعليمي بمراحل التعليم العام، فى ضوء غايات للتربية والبحث عن خيارات مناسبة، تتكامل وتتيح الفرصة الكافية للمناشط التربوية. وزارة التربية والتعليم 1990م. بدأ العمل فى المدارس السودانية بمنهج اسعافي لسد الثغرات التى تنجم عن تطبيق المنهج الجديد، بتنقيح الكتب حتى تلائم الأهداف الجديدة، مثل الاهتمام بالتنشئة الدينية، وحب الوطن والولاء اليه وغيرها، استمر العمل بالمنهج الإسعافي الى حين اكتمال كتب المنهج الجديد، الذى اشتمل على خمسة محاور فى مرحلة الأساس التى بلغت سنواتها ثماني سنوات، يدرس فيها محور الدين، ومحور اللغة العربية، ومحور الرياضيات، ومحور الإنسان والكون، ومحور الفنون التعبيرية والتطبيقية، وتم تدريس كتب المرحلة الجديدة فى أنحاء السودان الشمالية، وألفت كتب المرحلة الثانوية ذات الثلاثة صفوف. قام المركز القومى للمناهج والبحث التربوي ببخت الرضا بتقويم كتب مرحلة الأساس، بواسطة المعلمين لمعرفة الايجابيات والسلبيات التى صاحبت تطبيقها، أما المرحلة الثانوية فلم يكتمل تقويم كتبها بعد. وكانت نتائج تقويم كتب مرحلة الأساس توصيات عامة، وأهم هذه التوصيات كانت تأهيل المعلمين وتزويدهم بالمرتكزات الأساسية، التى بنى عليها المنهج فى مرحلة الأساس من فلسفة وأهداف ومحاور، وأوصت الدراسة بتكوين لجان من المتخصصين فى المركز القومي للمناهج والبحث التربوي، وبعض التربويين من ذوي الخبرات، للنظر فى مقترحات عينة المعلمين التى بلغت 4761 معلماً ومعلمة، من أجل تنقيح الكتب مع مراعاة التصميم الفنى الجيد، وتلوين الصور والرسومات والطباعة الجيدة، وأوصت اللجنة بإجراء دراسات وبحوث تحليلية تقويمية لكل كتاب أو كل محور على حده. خاتمة: بوصفى مدرساً للمناهج وطرق التدريس ومواطناً يهتم بتعليم أبنائه. وبعد أن تيقنت أن تغييراً سريع الإيقاع قد حدث فى وسائل الاتصالات والمواصلات، وتقنية المعلومات، فكان لابد من دعوة عاجلة الى تطوير المنهج التربوي في السودان، ليستوعب ما استجد من تطور.. نقلت لك أخي القارئ الكريم مابذله أهل الاختصاص من جهد ولعل جهد المُقل كثير، لكني اشفق على أبناء بلادي العزيزة من القصور الذي لازم تطبيق منهج مرحلة الأساس، لأنها الأساس الذي يفترض أن يهتم به المواطنون والحكومة أكثر من أية مرحلة أخرى، والتطوير المنشود هنا أن يقوم على تدريب المعلم وتقديره، واكمال المباني المدرسية وإغناء البيئة المدرسية.. اسمح لي أيها القارئ الكريم أن نتشارك الآراء والمقترحات الآتية 1- تأهيل معلم مرحلة الأساس وتدريبه وتقديره بتحسين ظروفه المعيشية. 2-تقديم خدمات الماء والأكل لإفطار فقراء التلاميذ فى الأرياف البعيدة. 3-بناء مدارس أساس ملحقة بداخليات وميزات للمعلمين فى الأرياف البعيدة، أمثال جنوب كردفان والنيل الأزرق، وشرق السودان، وجنوب السودان وولايات دارفور. 4- زيادة أعداد المشرفين التربويين وتدريبهم. 5- خصخصة تدريب معلمي مرحلة الأساس بزيادة معاهد التأهيل، لزيادة معدل التدريب السنوي لهم، لأن بعض الدراسات والإحصاءات أشارت الى وجود نسبة عالية من هؤلاء المعلمين، لم يتم تدريبهم وخاصة فى الريف السوداني. 6-أن تقوم حكومة السودان المركزية ورئاسة الجمهورية ببناء مدارس بمواد ثابتة، لسد النقص فى المباني، لأن مدرسة الأساس المتينة والمبنى الجميلة المنظر، الكثيرة الخدمات، الواسعة الساحات والملاعب والقاعات والوسائل، يشعر فيها التلميذ بالأمان والارتياح النفسي، فيحب مدرسته، ويحب وطنه، ويحب الإنتماء له.. والمدرسة جزء من مرتع طفولة التلميذ. أما إذا كانت المدرسة مبنية من القش، فهو لا يشعر بالأمان، وكثير من مدارس القش تزول بفعل عناصر المناخ كل عام. إذن تطوير المنهج بدون مدرسة متينة البنيان، جميلة وجذابة، وغنية بوسائلها وكتبها، يصعب أن تؤتي أكلها.. فعلى الدولة والمواطنين الاهتمام ببناء المدارس، وإغناء بيئتها والمدرسة بيئة، ومعلمين وتلاميذ، والمعروف أن تكلفة المباني الثابتة باهظة، فلذلك نقترح إذا كان لابد من تعديل السلم التعليمي الحالي، أن تزاد سنة لمرحلة الأساس، وتقسم المدرسة بحلقاتها الثلاث الى ثلاث إدارات، برئاسة مدير واحد، حتى يتم اتقان العمل الأكاديمي، وخاصة المهارات اللغوية.. والاقتراح الثاني هو أن تحول فصول المدرسة الثانوية، لتصبح مدرسة الأساس، وتحول مباني مدرسة الأساس الحالية الى مدرسه ثانوية شاملة، كما هو موجود في مملكة السويد. المراجع : تخطيط المناهج الدراسية وتطويرها فكري حسن ريان مكتبة الفلاح للنشر الكويت شارع بيروت 1999 م . المناهج المفهوم العناصر الأسس- التنظيمات - التطوير حلمي أحمد الوكيل وآخر مكتبة الانجلو المصرية القاهرة 2004م . - المناهج وتطويرها ماجدة مصطفى السيد وآخرين - الدار العربية للنشر القاهرة 2007م - المناهج الدراسية صلاح عبدالحميد مصطفى دار المريخ الرياض المملكة العربية السعودية2004م. - المنهج بين النظرية والتطبيق راتب قاسم عاشور وآخر دار المسيره عمان الاردن2004م . - تطوير المنهج الدراسي عبدالرحيم محمد سالم وآخر جامعة السودان المفتوحة 2007م. الأستاذ المشارك في المناهج وطرق التدريس بكلية المعلمين بجامعة الدلنج