ü تلكأ راصد «بيت الأسرار» يوم أمس عندما شاهد أحد قيادات المركز السوداني للخدمات الصحفية، يتحدث مع قيادي آخر بحضور خبير قانوني معروف، تلكأ الراصد، وجلس في الجوار دون أن يحس به أحد، متوارياً من الأنظار بإنزوائه في زاوية معتمة قليلة الأضواء، داخل أحد المرافق العامة.. الراصد تنصت وأجتهد كثيراً ليسمع كل ما يدور، خاصة بعد أن سمع بإسم القيادي المعارض، والشيوعي القديم الأستاذ فاروق أبو عيسى يتردد، ويتم تداوله بين الأطراف المجتمعة. أرخى راصد «بيت الأسرار» السمع، وأغمض عينيه، حتى لا يتم ضبطه متلبساً بالتنصت إذا ما إنتبه إليه المجتمعون على مائدة غداء في أحد مطاعم الخرطوم القريبة من إمتداد الدرجة الأولى، وعلم أن غداء العمل ذاك كان بسبب الإجراءات التي اتخذها أبو عيسى في مواجهة المركز السوداني للخدمات الصحفية (أس أم سي) بسبب نشره خبر عن لقائه بمسؤولين في السفارة الهولندية لطلب دعم مادي للمعارضة، لاسقاط النظام.. راصد «بيت الأسرار» سمع - بوضوح - من يقول إن (الشريط) موجود، ولم يعرف الراصد أي شريط يعني، تم سمع الخبير القانوني يقول إن هناك مستندات ووثائق (مخيفة) ستهدم قضايا وبشر، منها ماهو مصوّر في السوان ومنها ما جرى توثيقه بالخارج، في مناسبات عامة أو خاصة.. ثم واصل ليقول إن الشيخ الفلاني نفسه حاول هدم مصداقية المركز السوداني للخدمات الصحفية لكنه فشل، ثم صمت وسكت. راصد «بيت الأسرار» فوجيء بمن ينادي عليه باسمه الصريح، فإلتفت مذعوراً نحو مصدر الصوت، ليكتشف أنه أحد زملائه وقد جاء لتناول الغداء في المطعم المشهور باستقبال الصحيفة.. وفي تلك اللحظات إنتبه المجتمعون الثلاثة، وحدج أحدهم راصد «بيت الأسرار» بنظرة شك وريبة وتساؤل خفي، خشية أن يكون قد سمع شيئاً. الراصد تجاهل النظرات، وتعامل مع الموقف كأنه لم ير أو يسمع موحياً بأنه لن يتكلم.. لكنه آل على نفسه أن يكتب، وأن يربط ذلك كله بفيلم الزعيم عادل إمام (التجربة الدنماركية) لتصبح التجربة مع تغيير الأبطال (هولندية).. خاصة بعد أن سمع ما يشيب له الولدان، ورأس الراصد لم تبق فيه شعرة واحدة سوداء.