وقف رأصد «بيت الأسرار» قريباً من غرفة القيادة المركزية في نادي المريخ يستقصي الحقائق حول استقالة المدرب المصري حسام البدري من تدريب فريق كرة القدم، ووجد الراصد أن الاستقالة كادت أن تتسبب في أزمة داخل النادي خاصة وأنها جاءت مفاجئة وغير متوقعة. راصد بيت الأسرار تأكد من أن البدري أسر لبعض المقربين منه أن استقالته تجيء لعدم استجابة مجلس الإدارة لكثير من طلباته ذات الصلة بتطوير أداء فريق كرة القدم إضافة إلى عدم انصياع عدد من اللاعبين لتوجيهاته معتمدين على علاقاتهم ببعض الكبار داخل القلعة الحمراء. تأكد للراصد أن البدري غادر القاهرة واتجه إلى كندا وأنه ربما عاد إلى «القاهرة» أو إلى «دبي» للتعاقد مع إحدى القنوات الفضائية وأنه أسر لأحد المقربين منه بذلك، وقال له «يا عمي التحليل أحسن من التدريب.. وبلاش دوشة دماغ». سجمان وعدمان! منتصف النهار الغائظ وقف راصد «بيت الأسرار» أمام بقالة في الحي الشعبي المعروف ليتناول مشروباً غازياً بارداً يطفيء به عطشه ويبلل به حلقه وعروقه، فشاهد من لا تخطئه العين القيادي المعروف بالقطاع الجهوي لحركة أوشكت أن تصبح أجنبية بعد أسابيع قليلة.. شاهده وهو يدفع باباً جديدياً صدئاً وإن حمل بقايا لون أخضر قديم ويدخل دون (أحم) أو (دستور). تلكأ راصد «بيت الأسرار» في تجرع المشروب الغازي وانتظر قليلاً ليشاهد آخر من ذات القطاع ينزل من عربة ضخمة فخمة ينطلق بها سائقها بعد نزوله، ويقوم القيادي بدفع الباب الحديدي ويلج إلى الداخل بذات الطريقة.. وتوالى الحضور الحذر حتى بلغ العدد الذي دخل إلى المنزل الناصية قريباً من (دكان المكوجي) ستة أفراد. هنا تحرك راصد «بيت الأسرار» تجشأ ثم تقدم ودفع الباب بذات الطريقة، ولم ينتبه لدخوله أحد لكنه سمع قائلاً منهم يقول: (يا جماعة الناس ديل كشفوا اللعبة والنار حتمسك في هدومنا لو ما هدينا اللعب.. والجماعة ديل نجحوا في إنهم يألبوا الناس ضدنا.. عملنا محاولات إضراب لكن ما نجحت.. حاولنا نعمل استفزازات سياسية انقلبت علينا.. والقيادة أحرجتنا وقالت ما مستعدة تدخل حرب بي سبب «أبيي» عشان كده أحسن نتفارق والاتصالات تبقى بالتلفون). وقبل أن تكون هناك تعليقات انسحب الراصد بخفة شديدة حتى لا يتعرف عليه أو يعرف مكانه أحد من المجتمعين.. واتجه مباشرة نحو البقالة التي تناول منها المشروب الغازي، وسأل صاحبها عن صاحب المنزل.. إلا أن صاحب البقالة لم يشبع فضوله بل قال له: (والله البيت تقول مسكون لكنو كل يومين تلاتة بجوهوا ناس سجمان وعدمان وأشباهم).. هنا لم ينتظر الراصد كثيراً بل استوقف أول «ركشة» صادفته لتقله إلى حيث يريد.