جولة : ابتهاج العريفي- دعاء محمد - تصوير: سفيان البشرى : أيام ويهل علينا عيد الأضحى المبارك الذي يوافق العاشر من ذي الحجة، حيث يتوافد الحجيج من جميع بقاع الأرض إلى الأراضي المقدسة لتأدية مناسك الحج، فيما تبدأ الأسر في تجهيز ملستزمات العيد المختلفة التي يأتي على رأسها «الخروف»، ومستلزمات العيد كثيرة خاصة إذا كان هناك أطفال داخل الأسرة فتبدأ ميزانية رب الأسرة في الانقسام إلى جزئيات بعضها للملابس والمتبقي «للخروف» ومستلزماته، وهو أيضاً يحتاج إلى البهارات والخضار، إلى جانب أهم مستلزم تطالب أي ربة منزل بتوفيره وهو شراء «الشطة» و«الدكوة» بكميات كبيرة، كما أن بعض الأسر تشرع في شراء البلح لعمل «الشربوت»، والبعض الآخر الذي يفضل عمل «الشربوت بالفواكه» فإنه أيضاً يسعى إلى توفرها، وهذا ما اعتادت عليه الأسر في الأعوام السابقة، لكن الآن فإن الحال قد تبدل وشهدت جميع السلع والمستلزمات التي سبق ذكرها، ارتفاعاً جنونياً في الأسعار. ü فما كان من فريق «آخر لحظة» إلا الخروج إلى الأسواق والزرائب لمعرفة أسعار الخراف ومستلزمات العيد، فمعاً نطالع ما وجده: ü بداية التقينا بعدد من تجار الماشية بسباق الخيل وسألناهم عن الأسعار وهل هي كما يقول البعض بأنها وصلت ثمانمائة جنيه، فجاءت إجاباتهم نافية لما يتردد، حيث أكدوا أن أعلى «خروف» بلغ سعره «سبعمائة جنيه» وهو الخروف الحمري، ولكن هذا لا يمنع من أن توجد خراف بأسعار زهيدة تبدأ من ثلاثمائة وخمسين جنيهاً وتصل إلى ستمائة جنيه، أي أن الجميع يستطيع شراء الأضحية.. وعبركم نطمئن المواطنين بأن الأسعار لم تختلف كثيراً عن العام السابق. ü ومن داخل السوق العربي بالخرطوم استطلعنا عدداً من التجار وأكدوا أن أسعار الملابس مرتفعة قليلاً، حيث يتراوح سعر اللبسة الأطفالي ما بين أربعين إلى ستين جنيهاً، مبررين ذلك بأن الدولار قد ارتفع، فيما اختلف معهم أحد التجار قائلاً: هذه «مكنة مركبينها» التجار، الملابس الموجودة الآن بالأسواق جاءت بنفس أسعار العام الماضي ولا يوجد مبرر لارتفاع الأسعار، لكن أقول لزملائي التجار عليهم بخفض الأسعار إذا أرادوا بيع بضاعتهم، لأن المواطن لن يحتمل شراء «الخروف» والملابس في وقت واحد. ü والتقينا في الزرائب بالحاج يوسف بعدد من «الضباحين» الذين ذكروا أنه في ظل غلاء وارتفاع الأسعار من حولنا، فإننا أيضاً اتجهنا إلى رفع أسعارنا، حيث إننا سنتقاضى مقابل ذبح وتكسير الخروف الواحد سبعين جنيهاً، مع مطالبتنا «بالرأس والأرجل». ü من داخل سوق بحري وتحديداً سوق البهارات، التقينا بعدد من أصحاب المحلات، حيث ذكروا أن ربات البيوت أصبحن يفضلن البهارات وهي مسحونة وموضوعة داخل علب ظريفة الشكل، وعن أسعار هذه العلب قالوا إنها تتراوح ما بين ثلاثة إلى خمسة جنيهات حسب حجم العلبة، وكشفوا عن أنه أيضاً ما زالت هناك من يفضلن الشراء بكميات كبيرة، أي بالرطل وهذا أقل طلباً. ü وأثناء خروجنا من السوق التقينا بعدد من النسوة يجلسن وأمامهن «الدكوة» معبأة في أكياس وبكميات كبيرة، فيما كانت أخريات يجلسن بجوارهن ينظفن «الشطة»، وبسؤالنا لهن ذكرن أن عيد الأضحية هو موسم بالنسبة لهن، حيث يقمن بالإعداد له باكراً من شراء الفول ونظافته وسحنه، إلى جانب نظافة الشطة وتعبئتها. ü واختتمت الجولة من داخل سوق بحري وبها نطمئن المواطنين بأن الأسعار في متناول اليد ولا يلتفتوا للشائعات التي تقول بأن سعر «الخروف» خرافي.