ذكرت في عمود سابق لي أن أكثر ما يؤلمني ويؤلم الكثيرين غيري مرض الأطفال.. خاصة إذا كان هذا المرض صعباً، والذي يؤلم أكثر عدم الإمكانية لعلاج هؤلاء الأطفال.. ما دعاني لكتابة هذه الأسطر هو حالة الطفل (أ.أ.ع)... طفل لم يتجاوز الرابعة من عمره.. كان يعيش فترة الطفولة كغيره من الأطفال.. لا هم له سوى اللعب والمرح.. لم تغلظ معه الدنيا في شيء، كان مبسوطاً بين والديه.. كان حلمه أن يدخل رياض الأطفال.. وبعدها المراحل التعليمية.. لكن كما نعلم أن الدنيا لا تترك شيئاً على حال.. تفاجأ الطفل (أ.أ.ع) بأنه يحمل في حلقه ثلاث (لوزات) أي أنه يخالف الأطفال والكبار أيضاً- هذه (اللوزه) الثالثة كانت سبب معاناة ومشاكل الطفل الصغير.. لم يذق طعم الراحة منذ اكتشاف هذه (اللوزة) الثالثة مما سبب له مرض (الروماتيزم)، وقد تفاقمت معاناته حيث أنه أصبح لا يستطيع التنفس أثناء الليل بسبب عدم دخول الأكسجين إلى الرئتين... حيث أن حلقه أصبح لا يقوى على بلع الأكل.. حتى هزل جسده وأصبح حاله يغني عن سؤاله.. بدأت رحلته مع المتاعب والعلاج الذي استعصى على والده المواطن العادي.. وهو يعيش مثله مثل أي مواطن سوداني متوسط الحال.. ذهب ذاك الوالد مع ابنه في رحلة علاج تعثرت بسبب ضيق ذات اليد.. بدأها من مستشفى الخرطوم التعليمي الحكومي.. الذي رفض أن يعالج ابنه (بالمجاني).. لم ييأس الأب ..لا يستطيع أن يرى ابنه يعتصر ألماً وهو لا يقدر على فعل شيء.. ذهب إلى وزارة الصحة وخاطب وكيل الصحة الاتحادية.. ولم يجد سوى صدى صوته.. الذي رجع إليه خائباً..ثم ذهب الى ديوان الزكاة فلم يجد أيضاً ما يعينه، وكان اعتذارهم بأن كل ماعندهم ذهب لكيس الصائم، قام أحد الخيرين بمد يد العون له وأوصى لهم في مستشفى الشرطة، ولكن المساعدة لم تكن كاملة لرسوم العلاج.. وقف الأب عاجزاً أمام تلك المشكلة... وأصعب ما في الأمر أن ترى ابنك يموت أمامك وأنت عاجز. لذا أناشد الخيرين ورجال البر والإحسان، وكل من له شفقة في قلبه أن يسرع في علاج هذا الطفل المسكين.. وإنقاذ حياته وارجاع البسمة إلى شفتيه.. بطرفي عنوان هذا الطفل والأوراق التي تثبت حالته، وأتمنى أن يسرع الخيرون لانقاذ هذا الطفل البرئ.. وإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا..