(الدهَّابة) مصطلح يطلق على من يعمل في البحث عن الذهب، والآن كل شباب ولاية نهر النيل أو بالأصح أغلبية الشباب من السودان مستنفرون الآن في الصحراء، بولاية نهر النيل بالتحديد شمال الولاية.. الصحراء التي صارت تمن عليهم بالخير الوفير، والكل يحلم بالثراء السريع.. سرعة الصاروخ ويصير من أصحاب الأموال الطائلة، وامتلاك العربات الفخمة، وتغيير أحوالهم من الفقر للثراء.. وقد صار كل ذلك!! حكى لي الكثير من الذين صادفتهم أثناء زيارتي للولاية بأنهم يعرفون من تحولوا وتبدل حالهم الى كل تلك الصفات السابقة الذكر، وبمعنى أدق أنهم صاروا (رجال أعمال) وأصحاب العمارات السوامق.. !! ولهم أرصدة في البنوك ويقودون سيارات فارهة.. لقد رأيت بأم عيني أناساً تحولوا الى أغنياء وتغير حالهم.. سبحانه مقسم الأرزاق ومعدد الأسباب!! قال لي أحد الذين أتوا من قلب الصحراء، وهو يجلب معه بعضاً من الذهب لكي يبيعه في السوق.. وأنه وجد قطعاً من الزنجبيل، فسألته عن هذه الكنية قال: (إن الدهابة يطلقون على الذهب مسميات.. تبدأ بالتسالية وهذه تشبه حبة التسالي، وهي من أصغر الأنواع، وبعدها الزنجبيل وأخرى يطلق عليها اسم الخلية وهي أكبر القطع.. وثمنها يتعدى الملايين.. وسعيد الحظ من يجد خلية.. فيكون بالطبع قد تغير حاله وأصبح من الأثرياء)!! فكل من صادفته من (الدهابة) هو سعيد بحاله، ويحمد الله كثيراً على هذه النعمة التي أنعم الله عليهم بها، بعد ما بخلت عليهم الأرض الزراعية وصارت الصحراء هي الأرض المعطاءة. ولكن (الدهَّابة) يشتكون من ارتفاع تراخيص الجهاز الذي يرشدهم على الذهب، ويقولون إن الضرائب تفرض عليهم أموالاً باهظة، رغم أن الحكومة تعلم أن التنقيب يتم بطريقة عشوائية، ويرجون من حكومة ولاية نهر النيل أن تنظر في ذلك الأمر، لأن الذهب صار مصدر رزق أغلبية سكان الولاية.