أكدت الحكومة عدم سعيها لوقف تصدير بترول الجنوب عبر الأنابيب والموانئ السودانية وقطعت في الوقت ذاته بأنها لن تهمل في حقوق الشعب السوداني في الحصول على رسوم خدمات نقل نفط جنوب السودان.. وقال نائب رئيس الجمهورية الحاج آدم يوسف لبرنامج مؤتمر إذاعي أمس إن الحكومة كانت تتوقع من حكومة الجنوب أن تبادر بدفع رسوم نقل البترول لكنها اعتقدت أن استخدام الأصول في الشمال حق مكتسب لها وأضاف أنها لم تستوعب حتى الآن أنها أصبحت دولة مستقلة وقائمة بذاتها وأن الأمور لا يمكن أن تسير إلا عبر إجراءات ولا يمكن أن تقدم لها خدمة إلا بالمقابل وأشار الحاج الى أن القيادة في حكومة الجنوب لم تستوعب مسؤوليتها كاملة وأوضح أن إيقاف تصدير النفط يجعلها تدرك أنها أصبحت دولة وأن عليها دفع رسوم استخدام الأصول الموجودة في السودان.. وعزا استخلاص استحقاقات البلاد عيناً من بترول الجنوب للوضع الذي يمر به السودان وقال إن الوضع الذي تمر به البلاد يجعلنا نأخذ حقوقنا عيناً وفقاً لما تراه لجنة الوصول لصيغة اتّفاق محددة.. وأضاف أن الحكومة لم تثر هذه القضايا في الفترة السابقة حرصاً منها على علاقات حسن الجوار مع الجنوب لكنه قال إن الدولة الوليدة كانت مبيتة النية لا سيما بعد رفضها التوقيع على أي من المسائل الاقتصادية العالقة بين الدولتين، وأضاف أن الحكومة لم تتعامل معها بردود الأفعال لكنه عاد وقال «لا يمكن للحكومة أن تنوم على الخط إلى ما لا نهاية» وقطع بعدم نية الحكومة إيقاف تصدير بترول الجنوب وقال إن الخطوة ليست في مصلحة البلدين مشيراً الى أن تصدير البترول يمثل شرياناً لعلاقات حية بين البلدين وأكد أن إيقاف تصدير نفط الجنوب يمثل خنقاً لشعب الجنوب لا لحكومته داعياً حكومة الجنوب للجلوس للتفاوض والوصول الى اتفاق حول القضايا العالقة بين الدولتين وعدم التعامل بظلال الماضي مشيراً الى أن ظلال الماضي لا تزال مؤثرة على كثير من قيادات حكومة الجنوب. وأكد آدم استعداد المؤتمر الوطني للتنازل عن عدد من الأنصبة في الحكومة على كافة مستوياتها من أجل الحركات الرافضة لوثيقة الدوحة.. مشيراً الى أن الوثيقة وضعت ما يكفي من حلول لمشكلة دارفور وقال الحاج إن زوال نظام القذافي انعكس على الأوضاع في دارفور بصورة ايجابية كبيرة مشيراً الى أن القذافي كان يخطط لفصل دارفور وضمها الى الجماهيرية لتصبح منصة الانطلاق له جنوباً، وقلل الحاج من دخول السلاح الى دارفور من ليبيا وقال إن السلطات تبذل جهوداً مقدرة للسيطرة على الوضع بالإقليم.. وتوقع أن يتم إعلان الحكومة الجديدة خلال الأسبوع الجاري وقال إنه لأول مرة في تاريخ السودان يتم تشكيل حكومة تضم غالبية القوى السياسية بالبلاد وأضاف أن الحكومة المقبلة ستصوب جهدها في وضع دستور للبلاد لاستعياب كافة الرؤى السياسية الموجودة وأكد أن الدعوة مفتوحة لكل من يُريد اللحاق بالقطار الوطني في أي محطة من محطاته.. وقطع بأن الحكومة المقبلة لن تخشى من الرافضين للمشاركة فيها لأن غالبية القضايا التي تمثل تحدياً تمّ الاتفاق في الرؤى حولها.