نعم أقر وأعترف.. وأبصم بالعشرة.. أني أرتعد وأفزع وأخاف خوف الجبان الرعديد.. على مصر.. على تونس.. على ليبيا.. على اليمن لاحقاً.. على سوريا بعد حين لو سيطر على قصورها الرئاسية.. الأخوان المسلمون فقط إذا بدأوا حكمهم.. كما استهله «أخوانهم» في الخرطوم.. وفي بواكير هبوب عاصفتهم.. بل أنا أكثر خوفاً من فزع هاشم ميرغني وهو «يرجف» كما القصبة.. مردداً.. هسه خايف من فراقك لما يحصل ببقى كيف زي ورد في عز نداه خوفه بكره يزوره صيف نعم هذا هو مصير مصر وتونس وليبيا.. إذا استهل قادتهم حكمهم.. بتلك العاصفة الهائلة والتي تبدأ عند صباح «الرحمن» من كل يوم وعقيد.. أو مقدم لهم وعبر الإذاعة يُمطر ناس الداخل وحكّام الخارج بحجارة السُباب والتخوين والعمالة والارتزاق.. خوفي إذا تأرجحت أجساد على حبال المشانق.. وتدحرجت رؤوس في بئر المشنقة إذا ضبطت عملات صعبة.. عند تاجر أو موظف.. أو وارث.. أو مسافر في المنوفية.. أو «رادس».. أو«الزنتان».. أخاف على هذه الدول الصديقة.. إذا طارد عسسها وعساكرها أي ثنائي يشكله رجل وامرأة في الطريق العام أو حتى في المواصلات.. ويكون تحت طائلة العقاب والعذاب إلا إذا أثبت وعبر الوثائق.. أن هذه المرأة ابنته أو زوجته.. أخشى على هذه الدول الصديقة.. أن تنصب لهم المحاكم الإيجازية في الأسواق والحكم الإيجازي الذي لا يُستأنف.. والعقوبة الفورية.. ولنا أن نتصور حال الناس في «التوفيقية» وفي سوق الجمعة بالشقيقة ليبيا.. أخشى على مصر.. إذا بدأ الأخوان عهدهم وعصرهم بإغلاق دور السينما.. وأن تتحول مدينة الإنتاج الإعلامي.. إلى مقر لحزب العدالة والحرية.. وأخاف أن يسيطر ويدخل «ماسبيرو» دخول الفاتحين أحد الإخوة.. ليشحذ السكاكين و «يطرق» الخناجر.. و «يبرد» الرماح.. ليذبح.. كل أشرطة أم كلثوم.. ابتداء من رائعة جورج جرداق.. هذه ليلتي.. فقط لأن بعض أبياتها تتحدث عن «أبو نواس» و «الخيام» مروراً ب«أنت عمري» وانتهاء برائعة الهادي آدم.. أغداً ألقاك.. وغداً تأتلق الجنة أنهاراً وظلاً وغداً ننسى فلا نأسى على ماض تولى.. وغداً للحاضر الزاهر نحيا ليس إلا.. و الذبح بدعوى.. أن في هذه الأغنية.. موعد فلقاء.. وهذا فساد وإفساد في الأرض.. أخشى على تونس.. الذي ما زال يبكي بدموع الخنساء أسى وأسفاً وحزناً على انشقاق الإسلاميين في السودان.. والإسلاميون في السودان كانوا حرباً على السياحة.. باعتبارها رجساً من عمل الشيطان.. وتونس 80% من دخلها القومي من السياحة.. وعندها يا مولانا الغنوشي.. ولو اقتفيت فكر وطريق هؤلاء.. تجد نفسك.. تحكم وطناً أشد فقراً وجوعاً ومسبغة من الصومال وتاهيتي.. أخشى على هذه الدول الصديقة.. من «التمكين».. ونقل بدعة أو جريمة الصالح العام..عندها سوف تسيل الدماء جداول من أجساد الكفاءات التي صرف عليها الشعب المصري دم قلبه.. لتحتل جيوش الهتيفة والمواكين تلك المقاعد التي كانت تدير دولاب الدولة.. اقتصاداً.. واجتماعاً.. ورياضة وثقافة.. نعم الإسلام هو الحل.. ولا أخفي فزعي عليكم وتحديداً يا أهل الكنانة.. وأنتم تجابهون أفواه ثمانين مليون مواطن يحتاجون لملايين الأطنان من القمح الذي يأتي عبر البواخر العملاقة من أمريكا الشيطان الأكبر.. أخشى على اقتصادكم الذي يرتكز على أعمدة القروض والتي لن تكون مبرأة من الربا.. أخشى عليكم من ورقة امتحان كنتم تجاوبون عليها وتفكون طلاسمها عندما كنتم في المعارضة.. وفي الهواء الطلق.. والكلام المجاني.. والهتاف الداوي والذي يعود فقط لكم صدى في مكاتبكم وهي ورقة معاهدة كامب ديفيد.. نعم أنا أفزع.. لو بدأتم حكمكم وأنتم تترسمون خطى أحبتكم في الخرطوم.. وحتى لا أبدو مخذلاً ولا متشائماً.. أقول لكم إن الطريق الذي يقودكم إلى النجاح هو طريق واحد.. هو طريق أنقرة وأستاذ مدرستها هو أوردغان..