بدأ اتّحاد المصارف السوداني أمس الأول احتفاله بيوم التّقنية المصرفية وحق له وللبنك المركزي «بنك السودان» أن يفعلا ذلك لأن قطاعنا المصرفي شهد في السنوات الأخيرة خطوات في هذا المجال جعلته يتقدّم غيره في المنطقة كما جاء في كلمة السيد جلي أمين عام اتحاد المصارف التي افتتح بها العدد الخاص من (مجلة المصارف) احتفاءً بالمناسبة. وكما شهد بذلك آخرون من الفنيين والمختصين الذين كانت لهم أوراق عمل لم تترك (شاردة أو واردة) في الموضوع تقريباً. ü 49% من المواطنين يحملون الهاتف السيّار و 18% يتعاملون مع الانترنت- كما قال السيّد عمر عمرابي مدير عام شركة الخدمات المصرفية الإلكترونية- ومن ثم كان يتوجب على القطاع المصرفي التطور والمواكبة، ذلك أن الخدمات المصرفية التقليدية لم تعد مرضية أو كافية.. وللمعلومات دورها في الاقتصاد لا ريب. ورغم ما طرأ من تطور فإنّ التجارة الإلكترونية وهي من ضرورات العصر لم تبدأ بعد في بلادنا.. ü بيد أنّه ورغم هذه الطموحات- يقول عمرابي- إنّ الخدمات المصرفية بشكل عام تشمل 4% فقط وال96% المتبقية خارج حزمة الخدمات.. وهذا يعني أنّه لابد من عمل الكثير لجذب بقية المواطنين للحراك المصرفي الذي له دوره في التنمية الاقتصادية. وذلك يتطلب إستراتيجية وبرامج توعية.. إلخ.. ولم ينس المحاضر أن يُذكّر الحضور وغيرهم وكانوا جلهم من المعنيين بالأمر بضرورة (الأمان والضمان) في ذلك عبر رقابة البنك المركزي وآليات المصارف نفسها. وذلك ما سار عليه أيضاً الفني المختص محمد آدم عبد الله الذي تطرق إلى الواقع وآفاق التجربة التقنية والذي قال إن البنى التحتية في هذا المجال قطعت مشواراً طيباً إلا أن المصارف لم تواكب بعد، مركزاً في محاضرته أيضاً على ضعف التأمين ودرء الكوارث في التجربة التي تستحق أن يحتفى بها.. فرحلة الألف ميل تبدأ بخطوة ومن سار على الدرب وصل. ولكننا نقول أيضاً إن تجويد الأداء ودرء المخاطر لابد منه ولا سيما في القطاع المصرفي حيث ودائع المواطنين ومعاملاتهم وآمالهم. والشكر موصول للبنك المركزي واتّحاد المصارف السوداني وكل من ألقى بحجر في بركة المياه الراكدة لتحريكها.