قال يا شيخنا لملمت أطرافي كلها وتوكلت على الله وعملت شركة صغيرة جداً وبدأت الشغل، والحمد لله توفقت ومرجع ذلك لتوكلي على الله ولطيبتي مع الناس ويمشي الحال وما بطمع في ربح كبير وتوسعت الشغلة وكبرت وزادت العربات، وفي ناس بتوقف عرباتهم للبيع عندنا ونلقي نصيبنا في ضمان العربة للمشتري وبقى لي اسم في السوق.. وفجأة دخل علي صديق قديم زمن الفلس وكنا بناكل البوش فتة الفول ونتبادل الجرايد ونتشاكل اليوم كله بسبب جمال الوالي، أنا بقول الأستاذ ده طور نادي المريخ جداً بل أسهم بدور كبير في تطوير الرياضة السودانية، وهو هلالابي متعصب جداً وكمان عينو حاره والله أعلم.. المهم عندما دخل علي بالمكتب للمرة الأولى اندهش جداً عندما رأى العظمة والعظمة لله وحده أقصد الطاولة الكبيرة واللابتوب والموبايلات الراقية وسكرتيرة تقدم الشاي الأخضر والأحمر مجاناً طوالي علق علي وقال لي ماشة معاك بسرعة الصاروخ من عربة فارهة لعربة فارهة ونحن مابين الكارو والركشة.. قلت ليهو يا زول اتقِ الله ربك إن الله يرزق من يشاء بغير حساب قول ما شاء الله قول ما شاء الله.. ولكنه قلب الموضوع ضحك وقال لي أنا بمزح معاك. لكن يا شيخنا من ساعته ومشت معاي للخلف بسرعة الصاروخ، اختفى الزبائن وقلّت العربات وبدأت تخسر، ومن اسبير تجاري إلى اسبير أصلي ومن ميكانيكي إلى ميكانيكي.. ألحقني يا شيخنا بدأت أضيع.. قلت: لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا.. قال ما المخرج من هذه الحالة المتاخرة؟ قلت ارجع إلى الله عز وجل واجعل قلبك يتعلق به، فإن الدنيا فانية، واطلب منه العون والمخرج، وعدني غداً لاستخير لك ربي فإنه لطيف بعباده. أوصيته بجملة من التوصيات: المداومة على تلاوة سورة البقرة- أيضا آية الكرسي وحدها- التعوذ بالمعوذات- الإكثار من قول ما شاء الله لاقوة إلا بالله- أيضاً أن يقول بسم الله الرحمن الرحيم على نفسي وعلى من أعطاني له ربي من نعم- ثم لاتنسى إطعام الفقراء، وقلت: أن توزع الأكل أو الرغيف بيدك على الفقراء، فالصدقة تطفئ غضب الرب وما نقص مال من صدقة.. ومما أحمد الله عليه كثيراً أن أصحابي يسمعون كلامي ويعضون عليه بالنواجذ فحسن الاعتقاد من أهم أسباب النجاح. المهم بفضل الله ولطفه وكرمه قد تبدل أحال صاحبنا وصار أحسن من الأول بل صار يمشي للأمام بسرعة الصاروخ، فلنقل معاً ما شاء الله لاقوة إلا بالله، وكثيراً ما أراه يوزع الرغيف والسندوتشات على الفقراء حول المساجد.. وأقول له دائماً ما شاء الله لاقوة الا بالله الله يزيدك، ويقول لي ويزيدك يا صاحب الفضل. صدق الله العظيم وقوله الحق:«ومن يتق الله يجعل له مخرجا» سورة الطلاق الآية «2».