عزيزي المُبجّل.. في حضرة الحرف الندي.. مؤمن الغالي..ولك نواصل الحكي وددت بهذه التقدمة.. أن أقول لك.. أنا من المعجبين بقلمك جداً.. لأنني دوماً أسير الحرف الشجي.. والرصد المنمق.. تعجبني إطلالة الولد الشقي.. أو الشيخ الخبير.. بأدوات الولد الشقي.. ولكن.. عندما تتعدى حدود الموضوعية.. وإدعاء البطولات الوهمية.. نظل نحن معشر القراء.. كقطع الشطرنج في ذاكرة الشاعر.. وبهذا في حسبة المقارنة تكون أقل قيمة من أدوات الشطرنج في رقعة اللعبة الحقيقية.. وأنت كمن يحمل قلم المكحلة.. تسطر بحروفك قرارات وجودنا.. وترياق بقائنا في هذه البسيطة.. أنت تهزم قيمة القاريء.. حينما تنزع منه قيمة التفكير.. وتعطه حق أن يراك بعين الحقيقة التي تاهت عنك بعيداً..وأودعتك في أوهام الحروف الشعرية والشاعرية.. وألق المكان.. وعطر الساحة.. وجميل البيان.. أرجع.. وأقول.. تعجبنا كتاباتك.. وربما نصفق لك مرة ومرتين.. لكن عندما تتحول.. زاه كما العقيد القذافي.. وهو يتبختر في ثوب ملكه.. نقول لك.. لا.. لا.. وألف لا.. فلتفق أيها المؤمن.. الشعب يُعاني.. ولكن ليس لأنه يساري.. أو شيوعي.. الشعب يُعاني لكنك لم تحس إحساسه أبداً لأنّك تتحدث بلسان جوعى السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي.. لأنك لا تعرف طعم جوعى اليوم.. وحتى أولئك ربما وصفوهم لك.. الشعب مُتعب ومُرهق.. وكسيح.. لكنك.. ليس أنت ولا حميد ذلك المبدع حرفاً وشدواً.. نتوقع أنّه سيخرج ذلكم الجمع من ذلك المستنقع.. يسعدنا مصطفى سيد أحمد.. لأنه غنى بإخلاص وصدق.. ولكنه لم يخرج الشعب من محنة الجوع التي يعيشها.. ولم يكن بيده يوماً.. يبهجنا حميد.. لأنه شاعر فحل.. وكليم من زمرة أبو نواس.. وعهد «السليق بن السلقة».. وشبيه حافظ إبراهيم وعلي الجارم.. وإن اختلفت المدارس.. يطربنا إلى حد الثمالة كل اليساريين.. الذين يستخدمون أدوات الفن المختلفة.. نجلّهم إلى حد النهاية.. لأن كل منهم يحترم أدواته.. ولا يدعي الفقر الذي تتحدّث عنه.. لكن تجمعهم في مقال واحد وكأنهم جوقة لإنقاذ البشرية.. فبلا تردد.. وبصوت عال كمكبرات الطبلاتية نقولها لك.. لا.. وبالله أقسم.. إنني لست من متشددي النظم الأخرى المناهضة لك فكراً.. ولا من مؤيدي ما يجري من القيادات التي تناهضها.. ولكن من رحم ذلك الشعب.. الذي يُميز بين الغث والثمين.. فكن بيننا بجميل حرفك يا مؤمن.. ولا تتمشدق بوطنية مدعاة..وكأن الآخرين هم غزاة وطن..وهذه الأخيرة.. كي أوفر عليك مداخل الهجوم الذي تستخدم للدفاع عن نفسك.. ولك.. وللأخ الشاعر.. حميد.. في (مصابيح السما التامنة) أطنان من الحب.. وألوان من الود.. وأمطار من الإعجاب (فقط في كتابتك وشعره) ولكن ليس بمناهضة غير مدركة.. وتجارب آخرين مستقاة.. فأما أنت تعيش في حرية مسلوبة.. فظهورك مثار تساؤل.. أو هامش حرية مقبول.. ويكون نقدك بحساب.. أو حرية كبيرة وأنت تقول ما تشاء.. وقبل أن تضع الميزان للبحث عن ذاتك فيه.. فالقاريء الحصيف أدرى بالإجابة.. وكلي ثقة.. أنك أمين بالقدر الذي يجعلك تنثر هذه الحروف.. فأريحية شخصك.. تؤكد أن ستفعل.. وستجدنا في الانتظار.. وقد تعودنا على انتظارك من دون الكتابة إليك.. والمشاركة في السباحة معك.. تحياتي.. وودي مهندس الفاتح عبد الله وديدي