كان مقتل الدكتور خليل إبراهيم مؤسس حركة العدل والمساواة الدارفورية المسلحة بالأمس (الأحد)، حدثاً توقف عنده الكثيرون كما كانت لهم وقفة شبيهة من قبل عندما رحل العقيد القذافي ونظامه.. وعندما سبق ذلك كله أن قطع نظام الرئيس التشادي دبي صلته بالدكتور خليل وحركته أسوة بالحركات المسلحة الدارفورية الأخرى.. وقد طبّع الطرفان التشادي والسوداني أوضاعهما ووفقاها لمصلحة الاستقرار والتنمية والتكامل الاقتصادي بينهما. ونتصور أن رحيل الدكتور خليل في هذا الظرف وبالطريقة التي تم بها مع نفر من قادة حركته وقد حدث غير ذلك من قبل.. ربما كان نهاية الحركة وضربة قاصمة لشركائها من الأحزاب السياسية والأخرى الدارفورية المسلحة وغيرها كالحركة الشعبية وتحالف كاودا أو ما يدعى الجبهة الثورية بشكل عام. فقد كانت حركة العدل والمساواة الأقرب في أطروحاتها لحزب المؤتمر الشعبي.. إذ كان البعض يعتبرها ذراعه العسكري.. وإن لم يفصح الشعبي نفسه عن ذلك.. إلا أن الجينات والحمضيات تقول بذلك..! إن لخليل أشقاء لا ريب.. وآخرين شاركوه بناء الحركة وقيادتها.. إلا أن غياب الدكتور خليل وهو الأب المؤسس والعقل المفكر والذي كان يمد حبال الوصل مع الآخرين خارج البلاد وداخلها.. سيكون له أثره وتوابعه ليس على العدل والمساواة وحدها.. وإنما الحركات الدارفورية الأخرى المسلحة كحركة عبد الواحد محمد نور وحركة مني أركو مناوي التي لم يكن لها من الصيت والتخطيط والتأثير على المسرح الداخلي والخارجي ما كان لحركة خليل.. وقد كان غزو أم درمان في مايو 2008 حدثاً كبيراً بحق ورفع من شأن العدل والمساواة عند من سندوها ودعموها. والخلاصة هنا إن لم تمت حركة العدل والمساواة وتقبر تماماً بعد رحيل خليل.. فإن وجودها من بعد وتبعاً لما ذكرنا وأسلفنا من وقائع لن يكون ذا أثر يذكر.. وعليه فإن من عولوا عليها كثيراً واستثمروا فيها من قبل وهم كثر.. يتعين عليهم بعد ما حدث فجر الأمس (الأحد).. أن يقوموا بعمليات جرد وتصحيح حسابات.. وذلك هو حال الدنيا.. (كل من عليها فانٍ ويبقى وجهُ ربِك ذو الجلال والإكرام).