يستيقظ الرجل من الصباح الباكر فتاح يا عليم ، يجد زوجته تقف بجواره ووجهها يقطع الخميرة من الديار ، قبل ان يفتح نصف عين مغمضة تعاجله على طريقتها . اسمع هووووووي انا ماقلت ليك جيب نجار يصلح باب المطبخ وسباك عشان الحنفية البتنقط من ستة شهور . طبعا في تلك اللحظة يلعن صاحبنا الرجل سنسفيل الحنفيات والسباكين والنجارين من طرف ، ولكن لاينسى أن يسب زوجته اللئيمة في سره ، نعم في سره يا "رجالة " لانها اذا سمعته يسبها ربما ينقلب نهاره الى أزفت من زفت الطين وربما تعاجله بحلة او طنجرة تخلخل صلعته المعتبرة وتبقر بطنه المترهلة . بعد أن تهدأ ثورة المرأة الغاضبة يحاول الزوج الاتصال بالباشمهندس «جبرا » السباك ، نعم يتصل به رغم معرفته مسبقا انه اتعس سباك وضارب النوم على مدار الساعة ، الرجل السباك يكركر بضحكة أشبه بماسورة مخرومة ويؤكد بعضمة لسانه أن سعادته سيأتي لاصلاح الحنفية الخربانه بعد ساعة ، يترك الزوج مشغولياته الاخرى ويظل في انتظار السباك وهو يردد رائعة صاحبنا الشاعر عزمي احمد خليل «رجيتك وفي انتظار عينيك كمل الصبر كلو » ، يتمدد الوقت ولا يأتي صاحبنا يحاول الاتصال به ولكن من سؤ حظه الهباب يكتشف ان جواله مغلق ، وعندها يتوكل على الله ويتصل بالاسطى عبد النعيم النجار فيأتي صوته وهو يتمطى ومسكون بالنعاس ، يطلب منه الحضور على وجه السرعه لاصلاح باب المطبخ لان « المدام » المصونة اقسمت بشعر رأسها انها لن تدخل المطبخ ما لم يتم اصلاح الباب ، يرغي الزوج مع النجار ويستعجله في الحضور فيؤكد الرجل انه في طريقه إليه للانتهاء من المهمة في صباح اليوم التالي ، للاسف يطول الانتظار ويكتشف الرجل أن مواعيد النجار مثل اخيه السباك ، كل هذه وزوجته اللئيمة تطارده يوميا وتسمعه كلمات تسم البدن من اجل احضار السباك والنجار ، الشيء الغريب انها تدري تماما ان العامل السوداني تنطبق عليه المقولة الشائعة اقرعي ونزهي ، بمعنى ان السباك والنجار وعامل البناء والعامل غير المهني وسائق الركشة كلهم في حاجة الى المليم الاحمر ولكن هناك «جينات » سودانية صرفة تمنعهم من العمل ، جينات ممزوجة بالكسل وعدم المسؤولية والعنظزة الفارغة والبجاحة ، في أي مكان في الدنيا تجد العامل أو المهني يجلس على سنجة عشرة في انتظار الزبون ومواعيد هؤلاء مثل ساعة بيج بنج ، في السودان يظل الزبون ينتظر الميكانيكي ، الكهربائي ، النجار والسباك لاكثر من 20 يوم هذا طبعا اذا جاء الواحد منهم ، والمصيبة انه حتى بعد ان يأتي تكتشف أن العمل الذي تولى تنفيذه أي كلام ، وفي سيناريو آخر تجد العامل السوداني يبالغ دائما في أجرة يده ويرفع السعر بدرجة مهولة في الوقت الذي يكون فيه بحاجة الى فلس واحد ولكنك اذا احضرت مجموعة من العمال المصريين أو الاثيوبيين فانهم ينجزون المهمة الملكفين بها بسعر معقول يرضي الطرفين ، وستجد عملهم متقن فوق ما تتصور ،إنها أشياء تفقع المرارة وتخرم الفشفاش ، إنه السودان يا جماعة الخير ، إذا كان رب البيت في النوم ضارب فشيمة أهل البلد كلهم النوم ، والنوم تعآآآآآآآآآآآآآآل . يخرب بيوتكم .