نلاحظ في السنوات الاخيرة تدني مستوى اللغات الاجنبية وتحديداً اللغة الانجليزية في المراحل التعليمية المختلفة وحتى خريجي الجامعات من الجنسين، وشهدت ولاية الخرطوم قيام عدد من المعاهد لتقوية وتعليم وتأهيل الدارسين لترفيع مستوياتهم في اللغتين الانجليزية والفرنسية. «آخر لحظة» قامت بجولة ميدانية وسط قطاع اساتذة الجامعات والمعاهد العليا لمعرفة الاسباب وراء تدني اللغات وسط الطلاب والى اي مدى ساهمت المعاهد في رفع المستوى وتأهيلهم. بداية تحدث لنا الاستاذ النوراني معدداً الاسباب التي ادت الى تدني اللغات حيث قال ان بعض المعلمين في مرحلة الاساس غير مدربين واللغات تحتاج الى مهارة، وقلة التدريب قللت المهارة كما ان التعليم اصبح عبارة عن حشو والمادة التي تدرس غير مستساغة كما ان ازدحام الفصول جعل صوت المعلم لا يصل لكل الطلاب وبالتالي اصبحت اللغة عبارة عن جمل متقطعة كما ان غياب التلحين جعل الطلاب لا يتذوقون اللغة اما في المرحلة الثانوية فإن الطالب يدخلها وهو غير مؤهل خاصة وانها اصبحت هناك فجوة بين مادة الاساس والثانوي كما ان غياب المناشط والجمعيات الادبية والتمثيل والمسابقات في الالقاء وحصة المكتبة اثر على اللغات خاصة اللغة الانجليزية واصبح الطالب يتغذى فقط من المنهج الدراسي ما جعله يصاب بسوء التغذية لضعف المنهج. وهاجم النوراني معاهد تعليم اللغات بشدة وقال رغم انتشار المعاهد الكثيرة الا انها لم تفعل شيء سوى انها زادت الطين بلة وهي معاهد القصد منها التجارة وليس التدريب والتعليم وتذوق حلاوة تلك اللغات المميزة. فيما ذكر الاستاذ فضل محمد الاستاذ بعدد من الجامعات السودانية قائلاً تعتبر اللغات الاجنبية من اهم متطلبات العصر والمواكبة خاصة وان التعامل مع بعض الوسائط الحديثة لا يتم الا عبر اللغة الانجليزية ولاهميتها نرى ان الكثير من الطلاب يسعون الى دراستها من خلال معاهد التعليم المنتشرة بالعاصمة الخرطوم ولكن بالرغم من ذلك فإننا نجدها عند الكثيرين ضعيفة جداً ولا يتحدثون بها في طلاقة حتى اننا نحن كاساتذة نرى ذلك من خلال سؤال الطلاب داخل قاعات الدراسة وارى ان التقصير يرجع للمراحل الاولية في التعليم اي مرحلتي الاساس والثانوي فالطالب يأتي الى مدرجات الجامعة ولغته الانجليزية ركيكة جداً ولا يستطيع التخاطب بها ومعاهد التعليم وحدها لن تحل هذه المعضلة فالطالب يدخلها ولديه الرغبة في التحدث بها ولكن امكانيات بعض اساتذة تلك المعاهد تحول دون ذلك. وقال الاستاذ محمد منتصر - جامعة الخرطوم ان اهم عنصر يؤدي لارتفاع اللغة تحسين وضع المعلم المادي ليختار هذه المهنة وبهذا تستطيع مهنة التدريس ان تستقطب اكبر عدد من المعلمين والمعلمات المميزين اكاديمياً، واضاف ان معاهد التعليم التي انتشرت مؤخراً بصورة كبيرة لا تستطيع رفع مستوى الطلاب وخريجي الجامعات وذلك لعدم امكانياتها من ذلك فالغرض الذي جعل هذه المعاهد تنتشر بصورة كبيرة هو الدافع المادي فكثير من مؤسسيها انشأوها بغرض الاستثمار وليس المساهمة في رفع اللغة عند الطلاب.