برزت مؤخراً ظاهرة جرائم العنف بصورة واضحة واتخذت عدة أشكال ووصلت إلى القتل بوحشية، والغالب الأعم أنها تُنفّذ بأدوات «بلدية» مثل السكين أو الفأس وبعضها بالسلاح الناري. «آخر لحظة» فتحت هذا الملف عن قرب واستطلعت عدداً من شرائح المجتمع المختلفة من الجنسيْن لمعرفة الأسباب والدوافع التي جعلت جرائم العنف تأخذ طريقها للإنتشار بهذه السرعة فكانت هذه الحصيلة: بدءً التقينا الطالبة الجامعية فدوى مهدي التي قالت: إن جرائم العنف أصبحت كثيرة حتى أنها وصلت مرحلة الخطر وقد تطوّرت إلى أن وصلت إلى القتل وهذا ما لم نعهده من قبل. وأضافت: إذا نظرنا من جانب آخر فإن هذه الجرائم بها مساس بكرامة المرأة وهذا ما لا يتماشى مع حقوق الإنسان. وفي ذات السياق قالت دينا محمد «باحثة علم اجتماع»: إن جرائم القتل في الأول والآخر شكل من أشكال الانتقام، وقد شهدت هذه الجرائم تطوراً من الضرب إلى (الرش بموية النار) ثم تدرجت إلى أن وصلت إلى القتل العمد. وأضافت: مثل هذه الجرائم تعتبر دخيلة على المجتمع السوداني ولكنها اصبحت تأخذ طريقها في الانتشار، ولمعالجة هذه الظواهر السالبة يجب الاهتمام بطرحها عبر وسائل الإعلام المسموعة والمرئية بشكل كبير لأنها تلعب دورا هاما في الحد من هذه الظواهر. وقالت سماهر عبد المتعال «معلمة ثانوي»: تختلف الأسباب من حالة إلى أخرى في جرائم القتل سواء كانت امرأة أو رجلا ولكن في أغلب الحالات يكون الانتقام هو الدافع الأكبر لارتكابها، ويكون لأسباب عاطفية أو قضايا تمس الشرف والأسرة. فيما قالت سعدية عبد المتعال «ربة منزل»: إن من أسباب انتشار ظاهرة القتل العمد الغيرة، ففي كثير من الأحيان تلعب دورا كبيرا في قتل المرأة لزوجها أو العكس أو إلحاق الاذى الجسيم دون التحسُّب للعواقب بعد ارتكاب الجريمة. وعلى ذات الصعيد ذكر محمد عثمان «موظف» بأن ظاهرة تفشي جرائم القتل العمد السبب الرئيسي وراءها دخول القنوات الفضائية لكل منزل والأفلام التي تبث هذه الظواهر باستمرار وأضاف: الحل يكمن في تقليل هذه الظاهرة من خلال قيام الندوات التي تندد بهذه الافعال الشنيعة. وذكر الدكتور سيف الدين وراق، اختصاصي الطب النفسي، بأن الدوافع وراء تفشي ظاهرة جرائم العنف والقتل، نوعان: دوافع طبيعية «عادية» ودوافع مرضية، أما الاسباب الطبيعية فهي دفاع عن النفس أو انتقام بدافع الشرف أو الغيرة والحسد. أما الدوافع المرضية فلا تختلف كثيراً عن الدوافع الطبيعية ومنها الهلوسة وهي عبارة عن سماع صوت يقنع من يسمعه بأن هناك من يدبر له شيئا وهذا ما يدفعه لارتكاب جريمة القتل. ومن الأسباب المرضية أيضاً ضلالات أو أوهام وهي فكرة تسيطر على الشخص دون وجود لها. ومن الأسباب أيضاً الاكتئاب ولكن في هذه الحالة يقتل المريض نفسه. وعن المعالجة لهذه الظاهرة ذكر بأنه يجب معالجة المرضى والاهتمام بالعلاج اضافة إلى البعد عن الضغوط النفسية.