لأن حال الاحزاب السودانية يهمنا لان في صلاحها صلاح لهذا البلد المغلوب على أمره رأيت ان اعيد نشر مقال الأمس.. الحراك السياسي السوداني حراك فريد وله تميزه الخاص، واعتقد أنه قد حدث في دولة أخرى وهو في أحيان كثيرة لا يكون وجيهاً، بل إنه في لحظات كثيرة يمر بظروف صعبة جداً ولا تسر إلا من يظن أن له فيها خيراً أو لمن حوله لكنها في أحيان كثيرة لا تحمل الخير للعامة. المهم سادتي دارت معارك كلامية كثيرة أدت لانشقاقات وفي كل الأحزاب السودانية بما فيها الحزب الحاكم، وقد بدأت في أحزاب لم يظن أحد أنه يمكن أن يحدث ما حدث فيها، لأن زعماءها أحياء ولهم كلمة، بل «ودلال» على كل من حولهم، وظني أن ما حدث فيها كان بسبب «مكانك سر» التي تعاني منها الأحزاب السودانية، فلا أحد يتقدم فيها للأمام ولا يحلم برئاسة حزب، لأن التوريث يطارده، وفوق هذا فإن الكلمة للرجل الواحد «يمين.. يمين.. شمال.. شمال»، ولعل أكثر ما أدى لهذه المشاكل والانشقاقات هو التقدم الذي حدث للقيادات في الأحزاب الأخرى خاصة حزب الجبهة الإسلامية الذي يتقدم فيه الناس وفيه شورى ورأي ورأي آخر لدرجة تجعل من حوله يعتقدون أنه مليء بالصراعات، وحتى إذا كانت موجودة فإن هذا مبرر لأن الحزب قد دخلت عليه الفتنة المعروفة منذ الأزل، وهي فتنة الثروة والسلطة، لكنه وبعد أكثر من عشرين سنة اعتقد أنه يصارع للتغلب عليها.. المهم سادتي تدور هذه الأيام أحاديث عن مذكرة داخل الحركة الإسلامية تحث على تصحيح بعض المسارات، البعض ينكرها والآخر يعترف بها، وأنا لا اعتقد أن هناك غضاضة في خروج مذكرة أو حتى مطالبات معلنة بالتغيير والتصحيح، فالحركة الإسلامية هي السند الحقيقي للمؤتمر الوطني ويجب أن يقوم أعضاؤها الغيورون بمتابعة الحزب حتى يبقى المؤتمر الوطني الحزب القوي، ولا أظن أنه من الأصلح أن تحول أغراض هذه المذكرة من الإصلاح لصراع مصالح لا يخسر فيها إلا الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني ثم الدولة من بعدهم، فالقوة دائماً في الجماعة ويقول الشاعر: تأبى الرماح إذا اجتمعنّ تكسراً وإذا افترقنّ تكسرت آحادا