بالرغم من ان الذهب أصبح من ضمن الموارد التي يُعوّل عليها لسد فجوة خروج النفط من الموازنة العامة الا ان صناعته تواجهها عقبات تحول دون منافسته محلياً وعالمياً، أرجعها مختصون لضعف الامكانيات بجانب إحتكارها في يد أسر معينة لا تسعى لتطويرها، داعين لإنشاء معاهد لتدريب الكوادر العاملة في هذا المجال مطالبين الدولة بأن تضع هذه الصناعة ضمن أولوياتها. التاجر خالد محمد تبيدي أوضح ان الذهب المحلي غير مرغوب فيه وأرجع ذلك لعدم مطابقة تشكيلاته للتشكيلات الحديثة الموجودة بالسوق حالياً وعدم وجود ماكينات لتصنيع الذهب بطريقة حديثة لإرتفاع سعر الماكينة والذي يصل الى «6» مليار جنيه بالاضافة ان لمعة الذهب العالمي غير موازية للمحلي لاختلاف تقنيات طلية اللون العالمي عن المحلي، وقال تبيدي ان العمالة الاجنبية لا تضاهي العمالة السودانية التي قال انها قليلة . وأقرَّ التاجر محمد احمد نعيمة ان المواد الداخلية ليست بجودة العالمية، ولكنه نفى بشدة ما يشاع عن ان هناك تلاعب في العيار مما أدى لنقصه مبيناً ان المواصفات والمقاييس تدقق جيداً في كل المواد الداخلية والخارجية، وأشار ان أشكال الذهب العالمي جميل ووجود عمالة أجنبية ذات خبرة عكس الايدي السودانية مضيفاً ان امكانيات الورش والمصانع محدودة وتسير في خط واحد وان الذهب المحلي توجد به قليل من الشوائب عكس العالمي وان معايرة الذهب المحلي ليست بجودة الذهب العالمي. ومن جانبه اوضح التاجر عبيد محمد احمد ان مهنة الذهب تمتكلها اسر معينة والتي لا تطور من عملها ولم تبتكر اشكال جديدة لعدم وجود التقنيات والامكانيات وان المواطن السوداني لا يثق في المنتج المحلي ويتطلع للخارجي. ويرى الخبير الاقتصادي د. ميرغني بن عوف ان السودان يحتاج لمصممين ومعاهد لتدريب الصاغة وتثقيفهم لإتباع الافكار الحديثة والابتكار ورؤية ماذا يحتاج الزبون. وأشار ان الصاغة غير مستعدين لدخول تجربة جديدة خوف الفشل، وقال ميرغني يجب ان تُمول البنوك الصاغة لجلب الماكينات والأجهزة الدقيقة خاصة وان الذهب يعتبر قيمة مضافة يجب الاستفادة منها. واوضح الدكتور محمد عبد القادر انه لا توجد جودة في التصنيع المحلي والكلفة والمنتج لوجود مشاكل في التكنولوجيا والتكاليف وقال انه يجب تطوير الذهب وتصنيعه والبحث في الاسواق لمعرفة متطلباتها ودراسة الاسواق العالمية وتطويرها والاهتمام بها وعلى الحكومة ووزارة المعادن تشجيع التنقيب عن الذهب ليصبح من الاولويات.