üأعادني الأخ أحمد فضل المولى سنوات إلى الوراء أمس، وهو يقدم لي دعوة خاصة لحضور لقاء تفاكري بين قيادة جامعة أم درمان الإسلامية ومنسوبيها بالمؤسسات الإعلامية المختلفة. ü الأخ أحمد هددني بأنني لن استلم شهادتي الكبيرة إن لم أحضر!! وطبعاً هو يقصد شهادة البكالوريوس الكبيرة التي يزين بها الناس «صوالينهم» ومعها صورة تذكارية بالروب الجامعي والشهادة «الملفوفة» بالخيط الذهبي أو الأخضر!! وهو ما لم أفعله حتى الآن، فعندما جاء حفل التخرّج الذي تقيمه الجامعة كل أربعة أعوام وشرّفها في ذلك الوقت المغفور له بإذن الله تعالى السيد أحمد علي الميرغني رئيس مجلس رأس الدولة.. وكنت حينها في أحراش الجنوب أؤدي عملي الصحفي محرراً بصحيفة الأسبوع.. وبعد أعوام جاءت الإنقاذ وهاجرنا خارج السودان، وعندما رجعنا لم يكن هناك داعٍ لأخذ أي صورة تذكارية بالروب الجامعي.. فقد اشتعل الرأس شيباً وزحفت الأيام والسنوات والزمان على المحيا!! üالآن تعود بنا الذكريات وجامعة أم درمان الإسلامية تحتفل بمرور مائة عام على إنشائها.. فقد بدأت مسيرتها في العام 1912م من داخل مسجد أم درمان الكبير مروراً بالمعهد العلمي وجامعة أم درمان الإسلامية حتى أضحت منارة علمية يشار إليها بالبنان في الداخل والخارج!! سنوات مرت منذ تخرجي ولم اتشرف بزيارة الجامعة، خصوصاً بعد انتقالها للمباني الجديدة في الفتيحاب.. وهي طفرة كانت تمثل حلماً لنا ونحن نتحسر على حالها عندما كان الناس يصفونها بالجامعة التي تقع بين الاستادين.. حيث المباني القديمة التي كانت تقع في العرضة بين استادي الهلال والمريخ فقد كانا أشهر منها!! والآن هي ما شاء الله بعلمها وبكسبها.. وبصروحها وامتداداتها من كليات ومعاهد ومراكز بحثية تنتشر في أنحاء العاصمة وعدد من ولايات السودان.. هذه الأسطر جزء من دين قديم : هو مستحق للجامعة الإسلامية على شخصي الضعيف.. فأقل ما يمكن أن أفعله هو أن أوجه دعوة باسمها لكل خريجيها للمشاركة في احتفالاتها بيوبيلها الماسي.. إنه بعض وفاء وتقدير.