كانت المرة الأولى التي أدخل فيها إستاد المريخ أمس الأول!! والأمر يبدو مدهشاً خصوصاً إذا عرف القارىء الكريم أني قد تلقيت دراستي الجامعية لمدة أربع سنوات جوار هذا الإستاد..!! كنّا ندرس في الجامعة الإسلامية وكانت مباني الكليات والإدارة في العرضة!! وكنّا نتألم من حال الجامعة الإسلامية التي كان موقعها مجهولاً للكثيرين وكانت تسمى (الجامعة التي تقع بين الاستادين)!! هما الهلال و المريخ ومع ذلك لم تتح لي الفرصة لدخول أي الاستادين فالعبد لله كان في وادٍ والكرة في وادٍ آخر!!. أمس حرصت على زيارة إستاذ المريخ ورغم زحمة العمل الداخلي والإداري إلا إن نفسي كانت تواقة وحاستي الصحفية دفعتني دفعاً للوقوف على حال الشارع السوداني ومدى الاستعداد والتحسب لأي طارىء والسيارة كانت تنهب بنا الطريق في اتجاه أم درمان شعرت بنوع من الفخر والإعزاز وأنا أرى الخرطوم بجسورها وشوارعها وأنهارها وقد لبست حلة زاهية وهي تحتفي بلقاء الأشقاء من مصر والجزائر على أرضها. وعندما اقتربت من الإستاد كانت الصورة تبدو أوضح وأجمل فالانتشار الكثيف للقوات النظامية و(جمال الإستاد) أو النظام والدقة تجعل المرء يشعر بأن السودان في مقام الدول الكبيرة، وإننا لا نقل في شيء عن الاخرين وقلت في نفسي رغم إن نتيجة المباراة لم تحسم ولكن انتصر السودان هذا ما شعرت به حتى انتهاء المباراة. ولكنني الآن أشعر بكثير من الأسف وأنا أرى ظلم بعض وسائل الإعلام المصرية للسودان والذي لا نحتاج لأن نتحدث عن عمق العلاقات وتجذرها بين البلدين وهي علاقة يجب (أكبر) من هذه الأحاديث التي تحدثت عن تقصير السودان أو تحميله اي مسئولية فالسودان وبشهادة الجميع نجح في تنظيم أقوى وأخطر مباراة على مستوى منافسات كأس العالم واستطاع في وقت وجيز أن يستوعب كل هذه الآلاف المؤلفة عن المشجعين من الجزائر ومصر. وكنّا نتمنى أن تكون الخرطوم عاصمة اللاءات الثلاثة جسراً جديداً لترميم علاقة نحسب أنها باقية بين مصر والجزائر ولازال العشم كبير في حدوث العشم الأكبر وأن تظل العلاقات بين شعبي وادي النيل بذات الدرجة من القوة والتلاحم التي نتمناها.ومصر في قلوبنا أقوى من هذه الحملة التي ظلمت السودان وما أقسى ظلم ذوي القربى.