لم تصمد جوبا أكثر من 72 ساعة في القرار الأخير الذي أصدرته في العشرين من الشهر الجاري بإيقاف ضخ النفط الخام لأجل غير مسمى بسبب تعثر الاتفاق مع السودان حول تصدير نفط الجنوب عبر المواني السودانية و سارعت لتوجيه الشركات الصينية بعدم إيقاف ضخ النفط وعلمت أخر لحظة ان الشركات الصينية تسلمت القرار و باشرت عملها صباح أمس واجمع الخبراء الاقتصاديين بان جنوب السودان لن يستطيع الصمود لأكثر من أسبوعين دون بترول لان جوبا تعتمد بنسبة 98% في موازنتها العامة علي عائدات النفط واعتبر دكتور محمد عبد القادر أستاذ الاقتصاد بجامعة أفريقيا أن قرار إيقاف ضخ النفط كان قرار سياسي الغرض منه الضغط علي الشمال في مفاوضات أديس ابابا وأشار أن دولة الجنوب كانت مخطئة في قرارها الأخير لأنها تعتمد علي عائدات البترول في تسيير أعمالها وليس لهم موارد أخرى لإدارة شئون البلاد ولم يستبعد أن تكون أمريكا قد نصحت حكومة الجنوب او ضغطت عليها للعدول عن هذا القرار وقال يجب ان تقود البلدين المصالح بعيدا عن التعنت والمكايدة السياسية لان الجنوب يحتاج للتعاون مع الشمال لإدارة دولته وأضاف ان 20 % من الإيرادات العامة في السودان تعتمد علي عائدات البترول ويرى دكتور دفع الله محمد استاذ الاقتصاد بجامعة الخرطوم ان التلويح بالنفط كسلاح ليس في مصلحة البلدين وابان ان الرؤى السليمة يجب ان تنبني علي إبعاد النفط من الصراعات السياسية والقضايا العالقة ولفت الي ان قرار إيقاف النفط يتضرر منه المواطنين في الشمال والجنوب وتمتد أثاره لتشمل أطراف خارجية مثل الدول المستثمرة في البترول مشيرا الي ان التكاليف لم تدفع حتى الان للشركات التي مازالت تستخلصها حقوقها بالإضافة الي ان هنالك دول كبرى لها مصالح مع الدولتين ولم يستبعد بان هذه الدول تكون قد مارست ضغوط لاستمرار مصالحها وتوقع أن يكون حكماء حكومة الجنوب وعقلائها قد نصحوا متخذي القرار بالعدول عن هذا القرار الغير صائب ، ولفت الي ان العالم كله يتجه نحو التكتلات الاقتصادية وقال لابد من السعي لشراكة اقتصادية تبنى علي الرؤية المستقبلية لنهوض البلدين اقتصاديا وأضاف يجب علي الحكومة السودانية أن تطرح للرأي العام عملية تكلفة اجبأر الخط بشكل واضح وتملكه له ليجد متخذو القرار في الدولة سند شعبي في عملية التفاوض فيما اعتبر المؤتمر الوطني قرار وزارة النفط والتعدين بجنوب السودان الذي أبانت فيه أنها ستباشر واعتبارا من 20 الماضي من الشهر الجاري عمليات فنية تستمر ما بين أسبوع الى أسبوعين من اجل الإيقاف الكامل لضخ النفط الخام ضجة مفتعلة ليست في مصلحة دولة جنوب السودان ولا مواطنيها .وجددت حكومة السودان حرصها علي اخذ نصيبها المشروع من النفط الي حين الوصول الي اتفاق ويرى المراقبون ان أوراق الضغط التي تمتلكها حكومة الجنوب فيما يتعلق بالبترول لا تؤهلها للضغط علي الشمال لاسترداد استحقاقاته لأنها مرتبطة بمصالح دولة كبرى ولن تستطيع ان توقف السودان من استرداد حقوقه من صادرات جنوب السودان.