من كرامات إطلالتي عبر الأنيقة الذكية «آخر لحظة» أنها أعادت لي بعض الصداقات القديمة أو قل جددتها و بالأحرى أثارت ذكرياتها.. فمن كرامتها أنها أعادت لي بعض تلميذاتي «عندما كنت أمارس مهنة التدريس في بعض المدارس» .. وأعادت إليّ قراء افتقدتهم في الغرب والشرق.. وعاد يسأل عني بعض أحبائي الحلفاويين.. حيث علق اأحدهم قائلاً: إن شاء الله« آخر لحظة» تكون آخر محطاتك فذعرت من آخر محطاتي هذه لكنه طمأنني« آخر لحظة» في الصحافة مش في الدنيا.. سرتني جداً هذه الرسالة من الأخ«طه الشريف» وهو كعادته ذكر مآثرنا.. وطه هذا رجل ممراح سريع البديهة وهو مبتدع المقول الذكية : «في البلد ما تركب ملح إلا تكون عسل».. ولنا ذكريات في صحيفة الحياة والناس. وهذه رسالة الأنيق نثراً.. واللطيف شعراً والمليح قسمات.. والعفيف لساناً طه الشريف :- كانت الحياة وكنا نحن الناس وقتئذ حيث الزمان الزين والصحافه تملأ العين. التقيته في رحاب الأستاذ حسين خوجلي .. وبإيعاز منه تشاركنا هم الصحيفة فنجحنا ونجحت الصحيفة.. واستفدنا من بعضنا لكني اعترف بأننى فزت بنصيب الأسد الذي سداه ولحمته ومخ عظمه معرفة الأستاذ سعدالدين ابراهيم الذي جاءنا الى عالم البحث عن المتاعب من بوابة الفن والشعر الرقيق المخلوق من طينة الشعراء وشفافيتهم ورومانسيتهم.. وهكذا كان سعدالدين فتجملت بجمال روحه وحنايا العمل الصحفي المرهق والقبيح في بعض ملامحه... وتدوزن الإيقاع في «الحياة والناس» والتقينا بعشاق واصدقاء سعدالدين من فخامة العملاق هلاوي وشكرالله خلف الله وأروقة شركة أنهار الجميلة وعمر احساس واخرين من عشاق الجمال واللهث خلف المكامن البديعة.. أخي وأستاذي سعدالدين... أرسل لك هذه الرساله وأنا عائد من غربة بعيدة ربت فوق عقد من الزمان كنت أحمل طولها وعرضها حقيبة سفر وحزمة كتب عليها توقيع الرائع التجاني سعيد «قلت أرحل» مع خيبة مثقف راحل يحمل صندوق زوادة من كلماتك الجميلة وعشرتك النبيلة.. وكنت مقصراً جداً حيث لم التقك على الطبيعة منذ آخر صحن فول قضمناه بالحياة والناس برفقة كوكبة من الجميلين كان من بينهم الرقم محمد صالح يعقوب.. رحم الله ذلك الزمان وشكرا له فقد جمعنا بكم وتعلمنا منكم المثير الخطر.. أستاذي سعدالدين ربما تذكر والقلوب شواهد أنني قبل يومين التقطت بريدك الاكتروني من صفحات آخر لحظه وفي نفس اليوم التقيتك صدفة بقناة أمدرمان فانهمر لحظتها شريط مكبل بذكريات جميلة أتمنى أن تعود ونعود معها برغم تهديدنا المتواصل من كوكب الشرق أم كلثوم.. قل للزمان ارجع يازمان.. لكن لا عليك فنحن قد تصفحنا ضد الزمن فلم نعد نخاف من اقتحام المستحيل أو تزاحم السنين.. وربما أجرؤ وادعي أنني قادر على إرجاع الزمن الجميل ربما أجمل مادامت الحياة فينا وليست خارجنا والقلب ينبض بما يمليه العقل... فالعالم مازال فسيحاً ومليئاً بالسماوات الرحبة والعوالم الجديدة التي تتوق لمن يكتشفها ويسبر أغوارها ونحن مؤمنون حقاً برسالة الإنسان التي لاتنتهي بالسدود والحدود ولا حتى اللحود إن التزم بمواصفات خلقه البديع الذى وهبه له الله تعالى الذى أحسن كل شئ خلقه.. فالله تعالى جعلنا فراشات وعصافير ذات جناحين وحرية نحلق بها فى جميع الاتجاهات والفضاءات لكن بعضنا رضي بأن يكون نملاً وصراصير يدفن نفسه فى شق حائط ويظن أن الكون كله هو ذلك الحجر.. أستاذي الكريم... سعدت بلقائك من جديد وأتمنى أن يتواصل الإبداع والإنتاج والود النبيل. أخوك طه الشريف