استأنفت دولتا السودان وجنوب السودان أمس جولة المفاوضات بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا لبحث القضايا الخلافية العالقة بين البلدين والتداول حول العديد من الأفكار التي طرأت من بعض الجهات الدولية، وفي الأثناء حذرت الخرطومجوبا من تعكير أجواء التفاوض، وقال وزير الخارجية علي أحمد كرتي إن الجولة الحالية كان مقرراً لها العاشر من فبراير، مشيراً لضيق الوقت لاستئناف الجولة، خاصة بعد الأزمة الأخيرة بين الطرفين بسبب تعنت حكومة الجنوب ورفضها التوقيع على الاتفاق الإطاري، مشيراً إلى أن بعض الرؤى من بعض الجهات الدولية ومن مبعوث الأممالمتحدة ومن الوساطة الأفريقية. وقال إذا تم التوافق على تأجيل هذه الجولة فإنها ستنطلق كما هو مطلوب في مناقشة موضوعات أخرى كالحدود والسكان الجنوبيين في السودان والمياه والقضايا الأمنية بين البلدين لتجاوز العقبة النفسية التي نشبت مؤخراً، وأوضح أن دور المبعوث الأممي لن يكون على حساب الوساطة الأفريقية. وقال إن هناك رغبة من بعض المسؤولين في الجنوب لتجاوز هذه الملفات، واصفاً التهديدات التي تأتي من جوبا عبر الحدود بأنها محاولات لإدخال السودان في حالة من التوتر المستمر وتخلق جنوباً جديداً. لكنه شدد على أن الحكومة تتحسب لذلك وأن الأجهزة تقوم بواجباتها. مؤكداً أن للحكومة إستراتيجية واضحة للتعامل مع الدولة الوليدة وأبان أن حالة النشوة تعتري بعض القادة الجنوبيين بأنهم حصلوا على «استقلالهم» ومن بعض المنظمات والجهات الأجنبية التي تدعم هؤلاء بأن اتفاق السلام سيؤدي إلى ذات الآثار التي كان يراد أن تؤديها الحرب واتهم حكومة الجنوب بالضلوع في استهداف الصينيين الموجودين في السودان، وكشف عن خطة أمنية لحماية الشركات الصينية وغيرها التي تعمل بالقرب من حدود دولة الجنوب، وبشأن الجنوبيين في السودان قال كرتي لا بدمن اتخاذ من الإجراءات ما يصحح الأوضاع ويصحح مسار العلاقة مع الدولتين، مبيناً أن الحكومة لن تتعامل مع الجنوبيين باعتبارهم غير مرغوب فيهم ويتم طردهم من البلاد ولن يكون هناك تعسف في طرد أحد منهم، بل ستكون الإجراءات ميسرة.