ولأن الدوري دوري الدرجة الممتازة لم يبدأ بعد ولأن مواسم التسجيلات قد طواها النسيان.. ولأننا الآن «فاضيين شغل».. بل نعيش أزهى أيام «قلة الشغلة».. ولأن رمضان المعظم ما زال بيننا وبينه شهور.. فلا نكاد نتحدث عنه.. أو «نكابس» هلعاً وفزعاً في الأسواق ونحن نكدس المواد التموينية.. ثم نترقب هلاله.. ولا حديث غير «رمضان بكرة».. أو بعد بكرة.. أو «ثبت».. أو لم يثبت.. وهذه هي ونستنا.. التي «نكسر» بها الأيام.. وكل ذلك من سوء حظ «الحكومة» فنحن الآن «فاضيين» للغاية.. لا شيء يشغلنا.. لا كرة القدم.. ولا انتظار وترقب رمضان.. أقول سوء حظ الحكومة تلك التي أهدتنا تمريرة بينية ماهرة.. حاذقة وماكرة.. ونحن تماماً في خط «ستة» وما بنا غير تسديد الكرة في الشباك.. فقد أهدتنا الحكومة تمريرة الفساد.. و «ما صدقنا» فأخذنا نمطر الصحف بأمطار الحروف.. كل يوم.. كل يوم.. والآن عرفت المثل الجميل «الأعمى المسكو عكاز» راجع الصحف.. كل الصحف بلا استثناء.. حتى تلك الناطقة بلسان الأحبة في المؤتمر الوطني.. وتلك الصديقة للإنقاذ.. والتي تغني علناً وعبر المكرفونات و «الساوند سيستم» وحروفها وأحبارها.. تهتف للإنقاذ و «تبقى الصداقة قرابة ونكسب الودين».. راجع صفحاتها.. تجد الحديث عن الفساد يلون صفحاتها من الأولى وحتى الأخيرة.. ويا لحسن حظ «أبوقناية» فقد أصبح الرجل بين غمضة عين وانتباهتها النجم الأول في البلاد.. بل هو محور «الونسة» في صالونات الأفراح الرهيبة. وهو عمود خيمة الناس في الصالات المكيفة المضيئة.. هو القاسم المشترك لأي ونسة في صيوانات العزاء.. يتردد اسمه أكثر من ألف مرة.. في يوم العزاء الأول.. وألف وخمسمائة مرة في اليوم الثاني.. ومليون مرة بعد أداء صلاة المغرب ورفع «الفراش» كل الناس يتحدثون عنه.. هناك من يشفق عليه من هول التكليف.. وهناك من يخاف عليه من «العوم» في بحيرة بها من التماسيح ما يفوق «الأمازون» شراسة ودموية وعدداً.. وهناك من يراهن على نجاحه وانتصاره في يقين أكثر من يقين مشجع «هلالي» عندما يواجه الهلال.. بطل دولة الصومال.. وهناك من يقسم «بالطلاق بالتلاتة» أن «أبوقناية» سوف يستقيل وينفض «يده» من الأمر كله لحوائط شاهقة وأسوار عالية وجبال راسية تحول بينه وبين هؤلاء «الفاسدين».. المهم شكراً للحكومة فقد أهدتنا هذه الهبة الغالية «لنكسر» بها رتابة الحياة.. ونطوي بها ساعات الأنس الطويلة عندما لا يكون عندنا «موضوع» ليس كل ذلك مهماً.. المهم في نظري..ليس محاكمة الفاسدين بعد أن ثبتت عليهم البينة.. المهم أمر مختلف تماماً عن الملاحقة والعدالة.. وحتى السجن.. أنا أرى الأمر من زاوية أخرى تماماً.. أرى أن الأمر ربما يتحول إلى «ورطة» أعني ورطة الحكومة.. ولكن كيف.. أنا أقول لكم.. أعلن السيد رئيس الجمهورية.. أن أيام التمكين قد ولت إلى الأبد.. وأنه من «هنا وجاي» لن يكون هناك التفات أبداً للتمكين وأن الكفاءة هي المعيار الوحيد للتوظيف.. وهنا تنفجر الأسئلة والتي تحمل إجاباتها في أحشائها.. والسؤال الأول.. هل كل هؤلاء الذين حامت حولهم الشبهات وثبت بالقطع أنهم فاسدون جاءوا لهذه المواقع عبر بوابة التمكين.. الإجابة التي لا تستعصى على تلميذ أساس في فصله الرابع هي نعم.. والآن نذهب إلى الورطة.. ورطة الحكومة. ماذا تفعلون إذا أثبت مولانا أبوقناية أن فلاناً هذا فاسد.. وماذا تقولون لنا نحن معشر القوم.. إذا كان المتورط في الفساد من الإسلاميين.. ولا أقول من «البدريين».. وألا تعتبرون أن هذه ورطة ما بعدها ورطة.. «طيب» إذا فعل أحد الإسلاميين والذي دفعت به الحكومة لتسنم هذه المناصب الحيوية عبر التمكين.. ماذا يفعل الآخرون من غير الإسلاميين الذين لم تتركوا لهم صفحة «يرقدون» عليها من النعوت والتي أدناها.. الخونة والمارقين وأخفها ربائب الصهيونية وأمريكا.. والله ورطة كبيرة.