تم اختيار أبوقناية لمحاربة الفساد الذي عم وزاع واستشرى فتمكن في وطني بينما نحن لانحتاج لآلية لمحاربة الفساد بل نحتاج لمحاربة (الضمائر) التي غرقت في بحر الفساد ،نهلت واكلت وشربت ولهفت كل ماوصلت اليه يداها . فالازمة هنا ازمة ضمير وطني غاب تماما فاتجهت الايدي لامتلاك المال العام ولكن يبقى السؤال لماذا لم تقدم جهات الاختصاص هذا الفاسد (اللاهف) للمال ؟ او ذاك الذي مهد له الطريق ل (يغرف) لماذا يتمدد في وطني الفساد لدرجة تكوين آلية لمحاربته؟ سؤال يجب ان تسأله الانقاذ قبل تعيين آليتها لتجد الاجابة وحدها، ونظرة واحدة للحالة الاقتصادية الراهنة كفيلة بان تكون هي الاجابة للحكومة التي (ترى وتسمع وتعجز )عن مكافحة الفساد.. (تاءات ثلاث) تلتصق الآن بالمجتمع السوداني الذي يعيش ازماته المتكررة غير قاصرة على النواحي المعيشية ومتطلبات الحياة اليومية بل امتد الفساد لمختلف المجالات التعليمية والثقافية وعلا راية المجتمع المتاجرة بالدين لمزيد من الكسب السياسي لاطالة عمر الانقاذ التي تحاصرها الآن ملمات سياسية واساسية ورئيسية متمثله في اعتصام المناصير واضراب الطلاب الذي اجتاحت فيه الشرطة الحرم الجامعي. غياب التربية الوطنية والوازع الديني والاخلاقي وارهاق الشعب بالجبايات والضرائب وعدم توفير الخدمات الاساسية اضافة الى ضآلة المرتبات مقابل الارتفاع الجنوني للاسعار هو مايدفع الفاسد لتوسيع شبكة صيده لجمع اكبر عدد من الاموال . يجب نشر وتأصيل ثقافة المراقبة والرقابة المستمرة حتى لاتمنح الفساد تبريرا بالاستمرار ضمن معاني العجز عن مكافحته او عدم المقدرة ، فأسباب الفساد واضحة ونحتاج الى فتح الملفات بكل جدية ووعى وصراحة مع تمكين ادوات الاصلاح وحرية الرأي والاخيرة من الاهمية بمكان يجب محاسبة المفسد الفاسد على (الملأ) حتى نجعل من محاربة الفساد نهجا نسلكه في كل حين غير مرتبط بموسم ارتفاع او انخفاض الفساد في المجتمع. همسة كل التقدير والشكر للاستاذ الشاعر/ عبدالله شابو الذي اهداني ديوانه الاخير (انسان يحدث الناس) ومساحة (همسة) اليوم للشاعر المعتق شابو عزيزتي: الناس فيك طيبون الزارع المسكين والخفير وصاحب الدكان والعتال تضئ في نفوسهم ترنيمة الأمل nimiriat@hot mail.com