الإدارة علم والعمل مسؤولية، وخاصة إذا كان يخص الحق العام، ليكون بأسلوب متقدم ويستأجر إليه القوي الأمين لمصلحة الوطن والمواطن. والإدارة مسؤولية أمام الله تعالى، تمكيناً في موقع التكليف، أداء لإيفاء الحق العام والخاص، إذا كان للدولة أو المجتمع. فإذا كانت هناك تجاوزات سالبة في إدارة العمل أو تقصيراً نتيجة إهمال أو تأخيراً أو تعدياً على مال، يصبح انتهاكاً لحقوق الغير، مغضباً لله تعالى لأنه خيانة أمانة، ومزعجاً للمواطن والدولة والرأي العام، يمكن أن يكون داخلياً ويمكن أن يكون خارجياً، كذلك لمصالح المعاملات الخارجية، والإعلام الآن يمكن الحصول على مواده من مواقع التواصل.. قال الحق تعالى «إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً»صدق الله العظيم.. فيوم القيامة تأكيداً لا توجد أموال، ولكن توجد حسنات، فكل من ظلم نفسه فليتأكد من أن يقف إليه الملايين يطالبون بحقوقهم، فتذهب حسنات الحج والصلوات والصيام للذين ظُلموامن جانبه، في ذاك الموقف تسأل البنت إذا كان لها حقوق من أبيها، خاصة إذا قصر في التوجيه لطُرق الإيمان، «يوم يفر المرء من أخيه، وأمه وأبيه، وصاحبته وبنيه، لكل امريء منهم يومئذ شأن يغنيه». خيار الصحابة والولاية: سيدنا عمر بن العاص رضي الله عنه، وهو من خيار الصحابة، أدمعت عيناه وهو على فراش الموت فاحتار الصحابة في الأمر، فقالوا له يا عمر من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، وأنت من شهد لك بالخير رسول الله «صلى الله عليه وسلم»، وقد فتحت مصر قال عمر نعم، ولكني قد توليت الولاية في مصر، فأخشى أن يكون هناك من ظُلم في عهدي، فماذا أقول لله تعالى. تفكر يا أخي.. عمرو بن العاص يخشى الظلم الذي ارتكبه الغير في عهده، لا ظلماً مباشراً منه، ألا تكون هذه موعظة لكل الذين يتجاوز آخرون مهامهم، أو يعتدون على حقوق الغير، وهم تحت إمرتهم ومسؤولياتهم، وخاصة إذا كانوا سبباً في اختيارهم لتولي المهام لخدمة المجتمع، وخاصة التي بها مسؤوليات مالية؟. من المعاني المهمة للإدارة: الإدارة في أعلى معانيها هي إرضاء لطموح الدولة والمواطن في مسرح الحياة للعمليات الإدارية بأدواتها المادية والبشرية لتصبح الدولة متقدمة بإدارتها الصحيحة المتعافية للنهضة العامة من بداية العملية الإدارية حتى الإخراج، ولذا يتطلب من الإدارة العليا العامة في المواقع المختلفة وقفة كبيرة بالمبدأ الإيماني والمسؤولية الوطنية لتحقيق مسؤولية التمكين في الأرض بمعرفة، وذلك بتجلية الحقائق لمعرفة موضع الخطأ للوصول إلى ما أمر به الله تعالى، لتحقيق مهمة الإدارة كعبادة. الإدارة بالغرس المتمكن: الإدارة بالأسلوب القيادي للرسول «صلى الله عليه وسلم» الذي قاد للنجاح في مجالات شتى عبر التوجه الصحيح المؤثر بغرس المحاسن، لكل ما تتطلبه المسؤولية صغيرة كانت أم كبيرة، مهنية كانت أم إدارية، تحت مظلة الإيمان والمؤهلات لأداء الوظيفة بأمانة وجدية بحجم التقوى، ليكون حجم العطاء، ولا ننسى القرآن الكريم بالقياس الإسلامي لاستخراج جواهر المحاسن والخدمات، لينتفع بها المجتمع المسلم، فالمهام الإدارية لمعالجة القضايا الاقتصادية والمجتمعية بالتخطيط المسبق لها وتنفيذ الاستراتيجيات بروح جماعية يحقق الأهداف، ولذا تصبح مسؤولية الإدارة العليا تخطيط تطوير مستمر، تنسيق بين الوحدات الإدارية المختلفة، بالمراقبة والمحاسبة. الإدارة العلمية: هناك التخطيط العام والتخطيط بالجداول الزمنية للانجاز، لضبط عمليات الانتاج بإدارة الوقت، وأهل الإدارة يعرفون ذلك، فالزمن مهم لسرعة الانجاز، وتقليله تخفيض للتكاليف، كما يساعد في عمليات المنفعة في وقتها، ومهم كذلك للتسويق. القيادات: من أهم صفاتها قوة الشخصية، الحنكة، الإخلاص، والنشاط.. وهو ما يعرف بالقيم الإدارية للتخطيط واتخاذ القرارات الصائبة، والتنظيم والتنسيق مع القدرة على التعامل مع الظروف المستجدة، والمدير مراقب لحركة العمل، هو قدوة لمؤهلاته الفنية وصفاته الشخصية. الاختيار للوظائف: المؤهلات، المعاينات وفترة الاختيار بلا إرضاءات أبداً خاصة في الحق العام، وأي راعٍ مسؤول عن ذلك بالعدل وليس له أمر خلاف العدل، لأنه يملك خصوصية القرار المطلق، إذا كان يهم مصلحة الجميع حديث الرسول «صلى الله عليه وسلم» كل راعٍ مسؤول عن رعيته، والمسؤولية في الخدمة العامة مسؤولية عن كل المجتمع السوداني، في اختيار الأفراد لأداء المهمة العامة، على حسب مواصفات الوظيفة، فالذي يختار شخصاً غير مؤهل أو مسؤول، وأصبح سبباً في ظلم عام أو خاص مادياً أو معنوياً، ألا يخشى الذي اختار أن يكون له نصيب من هذا الظلم، قياساً لقول الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه. الحوافز والأجور: التوازن في الأجور بالتنسيق مع تكاليف الانتاج، مع وضع الحوافز المناسبة يساعد في زيادة الإنتاج والاستقرار العام لبيئة العمل. التدريب: التأهيل والتدريب المستمر للعاملين لتحسين الأداء، فأهمية العامل البشري كبيرة ربما تساوي أكثر من 70% لزيادة الإنتاج وتحسينه، مقارنة بعوامل الإنتاج الأخرى من مادية وآلات، وهذا ما قاله بعض خبراء السلوك الإنساني في الإدارة. بيئة العمل الصالحة: تحسين بيئة العمل والاهتمام بالفرد والوفاء باحتياجاته وبث روح العمل الجماعي لزيادة الإنتاج. الكنترول: احترام النظم واللوائح مع وحدات المراقبة والمحاسبة للتجاوزات خاصة المالية منها، حديث الرسول صلى الله عليه وسلم في حالة المرأة المخزومية:«لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها» صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. تطوير الإدارة: التطوير المستمر بالسياسات التي تحكم سير العمل بالمبادئ الإيمانية والوطنية، أولاً إرضاء لله تعالى وإخلاصاً ووفاء للوطن، وقد علمنا الله وأمرنا الله بالبعد عن التظالم. ذلك من أجل استقرار الأمن الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، ببناء الإنسان تأهيلاً وفكراً وسلوكاً لبناء حاضر ومستقبل مؤسسات الدولة، وهياكلها الإدارية والاقتصادية والعلمية والاجتماعية، ليكون السودان وعالم الإسلام على قمة المشهد الإنساني، بتحقيق العدل والحق والنمو، عبر برامج ديمقراطية ذات طابع شوري، ليستقر المجتمع الإسلامي الذي هو أعلى من كل النظم التي وضعها الإنسان من نظريات وايدلوجيات، وما فرط الله تعالى في الكتاب من شيء. وللسودان بعزم الرجال البتحدوا الجبال. العزة لمبادئ الإسلام والسلام üالمستشار