أستاذي العزيز مؤمن حروف.. هي بعض من كل.. نذر يسير.. من دفق آراه يتصل .. ولكنه لا يتناسب وقامة النشر في محراب جمالكم.. لذا كان التأني.. والاحتياط والحذر.. خوف من نظرة عالم.. خوف جميل.. يطرز يسير المعرفة التي آلت علينا بهذا التدفق.. مرفق إليك .. خاطرة كنت كتبتها عقب.. حضورى لإحدى السهرات المعادة .. بقناة ساهرون الإذاعية .. قبل أسابيع.. وددت أن أجد لحروفي بعض مرسى .. على ضفاف عمودكم الوريف .. ويبقى ما بيننا.. ود .. وتواصل.. وآمال عراض.. في معرفة بعض نقوش ..من تاريخكم العامر. إطلالة.. مشهد ساحر.. حضور ذهني كامل الدسم .. ثلاثتهم يفترش آذان الحضور بقوة الواثق المتقد معرفة وإجادة لمهنته.. أحدهم يمسك بالعود ينثر الطرب من قاع المدينة إلى أقصاها.. كزهيرات الحسناء في كف الحبيب.. ويبدع الشجو والشجن الجميل بريشة صوته الفتان .. ذلك المبدع مجذوب أونسة .. والآخر يلتحف مقدرته الخرافية في الكتابة.. ويرسل الكلمات مؤدبة في حضرة جمهور المستمعين.. ويبهر.. بتوقيع الأستاذ مؤمن الغالي.. وثالثهم يقود دفة الحديث.. بعناية ودراية فائقة.. تأسر كل من قادته يد القدر لاستدارة المؤشر.. والوقوف عند تلكم المحطة.. يرسل كلمات الترحيب بالمستمعين .. والترحيب بالضيوف كمن يغزل في هدية عروس في يوم تتويجها.. ويبهر جمهور الحضور إلى حد الترع.. فكانت حروف الفتى.. زهير الطيب بانقا.. اندلق إبريق الجلسة .. شعراً إلى حد الكفاية.. وطرباً إلى حد الإشباع .. وذكريات ممهورة بأحداث معتقة .. وحضور بإناقة السفراء.. وياقات الملوك.. وكان قائد الدفة ملهماً.. قاد كأس الطرب والحديث والتواصل .. بمنتهى الدقة والإبداع.. فكان رسمه أشبه بلوحة سيريالية دقيقة التصميم.. رفيعة الحواف.. شفيفة المعنى .. هذا المسرح.. أو قل.. هذه الصورة الذهنية.. لم تكن.. سوى سهرة ..محضورة بجمالها .. وألقها.. سجلها المبدع زهير بانقا.. وأطر حضورها طرباً الأستاذ مجذوب أونسه .. وطرز حكاياها .. صاحب الظرافة الأمدرمانية .. أستاذ الحرف الندي.. مؤمن الغالي .. وأطربني حد الانتهاء.. اتصال وتواصل الأستاذة داليا الياس.. ذات القلم الآسر.. وعمود الاندياح اليومي.. هذه المجموعة .. وهذا الالتقاء النوعي.. يعكس جهد الإعداد الصادق.. وعطاء المكافحين لإثراء.. حوض هذا الأثير بكل ذاك الجمال.. فكل السموات التي تجملت بذاك الاستماع .. أرسلت حضور آذانها في محراب ذاك الدفق الشفيف.. وكلي ثقة .. أن حضور تلكم الليلة.. شكل في قيمة إذاعة ساهرون .. إضافة مجيدة .. ومرتكزا للاستماع الندي في مقبل أمسيات الاستماع.. ومما لا يعيره سادة هذا الجمال كبير بال.. إنهم.. بقدر ما نصبوا أنفسهم مصدر إلهام للسادة المستمعين.. فإنهم كانوا مصدر مال لأهل هذه الإذاعة أو تلك.. فعبرهم .. تكثر الآذان التي تتربع حضوراً في هكذا مواقف.. وبمقياس أهل التجارة والاقتصاد .. تنتعش سوق الإعلانات.. وتبعاً لذلك .. الدراهم.. بما لها وما عليها .. وعن ثالوث الحضور.. وحامل مقود تقديم الحلقة..أقول.. إنها فراشات .. رفرفت على حضورنا بمنتهى الرقة.. وسكبت على حديقة مسامعنا جمال متفرد.. فأحالت سماوات أثير الإذاعة إلى قاعة حضور مشرئب بكل حواسه .. نحو إشعاع مبدعيه .. فالشكر منقوش بحواف القصب على لوح ذلك الجهد.. أنثره .. مثنى وثلاث ورباع .. وبتلكم النشوة .. ترتسم في دواخلنا عراض الآمال لاستقبال سهرات مثيلات. همسة: الإذاعات السودانية.. ممثلة في إذاعات الموجات القصيرة.. تمثل حاضنات إبداع متجذر.. تنتاش عملاءها من حيث يدرون ولايدرون.. في السيارة.. عبر الموبايل..وحين النوم عبر أي من الوسائط الأخرى.. فلا تدع فرصة الإمتاع بما هو متاح تضيع وسط زحام العمل اليومي. م. الفاتح عبد الله وديدي