الله.. ياسحرها.. ياروعة الكلمة المقروءة.. ياصوتها يا القها.. ياشوقها لمعانقة حدقات الناس.. كل الناس.. في كل صباح وهي تتجول في حدائق الماغنسيوم فيرقش لمعها على صفحات (آخر لحظة).. هذه الجميلة ذات الربيعات الست التي ولدت صبية بضفائر، فغدت عروساً بجدائل تتعطر بماء الورد وتتجمل بالحب كعرائس الأولمب. إنها ياسادتي جميلة العرائس في ايوان صاحبة الجلالة.. وهي ليست في الايوان وصيفة، وإنما هي في الايوان أميرة.. تحمل في يدها قلماً وكهرمان وصولجان، وتجلس على عرش السلطة الرابعة وتحكم بالعدل بين الناس وتطرد الليل من عينها، وتبتسم والحقيقة على شفتيها، فيكشف العناب عن درر في نصاعة البرد.. جاء ميلاد الصبية ذات الضفائر التي غدت عروساً بجدائل في صيف عام 2006م كمولودة شرعية من ظهر أبيها (اخو) الصحافة السودانية الصحفي والإعلامي العظيم الراحل أستاذ الأساتيذ ومعلم الأجيال محمود ابوالعزائم، وإشارة (أخو) جاءت لأن الراحل ينتمي الى جيل (الأخوة) وليس جيل الآباء، ومعلوم أن الصحفي الراحل أحمد يوسف هاشم كان قد حمل لقب (ابو) الصحف، وجاء من بعده جيل(الأخوة)، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر الأساتذة .. محمد مكي رئيس تحرير صحيفة (الناس) وصالح عرابي رئيس تحرير صحيفة(التلغراف)، وعبدالرحمن مختار رئيس تحرير صحيفة (الصحافة)، والأستاذ سيد أحمد خليفة رئيس تحرير صحيفة(الوطن)، وآخرون،ومن جيل الأبناء.. مصطفى أبو العزائم.. كمال حسن بخيت.. أحمد البلال الطيب.. فضل الله محمد.. د. مرتضى الغالي، وآخرون لم تسعفني الذاكرة باسمائهم، فلهم العتبى حتى يرضوا، فهم أساتذة أجلاء، ولكن أين لي وأنا في حضرة الذاكرة التي لا ترحمني حينما أريد رحمتها.قلت آنفاً إن الصبية ذات الضفائر التي غدت عروساً بجدائل أوقدنا حولها الشموع احتفالاً بعيد ميلادها الخامس، وكانت المولودة الشرعية خرجت من ظهر أبيها الأستاذ الراحل محمود ابو العزائم، الذي كان رحمه الله يمتلك امتياز اصدارها وتنازل عن امتيازها بطيب خاطر لابنه مصطفى ابو العزائم، بشراكة مع الأستاذ الصحفي الراحل حسن ساتي، وشراكة مالية مع الباشمهندس الحاج عطا المنان، مع شراكة تحريرية مع المع نجوم الصحافة السودانية من جيل الشباب والشابات، ومن المعتقين من أمثال الأستاذ هاشم عثمان... انطلقت الصبية ذات الضفائر التي غدت من نجاح الى نجاح حتى أكملت ربيعها الخامس الذي احتفلنا به، فكانت العروس تجربة صحفية سودانية غير مسبوقه إذ إنها أخذت من الصحافة العالمية رصانتها، ومن الصحافة العربية جديتها، ومن الصحافة السودانية رونقها، وأصبحت متكأً لكبار كتاب الرأي والأدباء والشعراء والباحثين والتكنوقراط من المختصين في المجالات العلمية الرفيعة، ويقود الآن هذا الجهد العظيم بقوة واقتدار الأستاذ مصطفى ابو العزائم رئيس التحرير، وعبدالعظيم صالح مدير التحرير، ويلاحظ أن صحيفة(آخر لحظة) عروس الصحافة السودانية تخلو ترويستها من وظيفة مستشار التحرير، لأن كل محرر فيها يحمل في داخله قدرات مستشار تحرير أو أكثر، ويرجع ذلك الى العشق الاسطوري القائم بين المحررين والعروس(آخر لحظة)، وهذا هو سر النجاح والتفرد والتميز الذي اشتهرت به العروس. لكى نعطي صورة من قريب لهذا النجاح والتفرد ادعوكم سادتي، ونحن قد احتفلنا باطفاء الشمعة الخامسة لعروسنا الى جوله داخل صفحات(آخر لحظة) بداية من الصفحة الأولى التي تفردت بها (آخر لحظة)، حيث المانشيت الرئيسي القصير المبتكر الذي لايتعدى أحياناً عدد كلماته اصابع اليد الواحدة، أو أكثر قليلاً، وفوق المانشيت نجد الترويسة المزينة بالصوروالجمل القصيرة، التي تدعو القارئ الى باحة آخر لحظة، واستمتاع بكل لحظة في آخر لحظة، ثم ننتقل الى الصفحة الثانية التي تنقل لك الحدث العالمي صورة وخبر والى جانبها الأيسر يظهر ذاك الصحفي الأسمر الجميل عابد سيد أحمد وعموده (كل الحقيقة)، الذي يكتبه (عابد) بسنة خنجر بشاري وليس القلم، ثم ننتقل الى الصفحة الثالثة التي تهتم بالشأن والخبر الوطن، وذلك بغزارة الأخبار الصادقة القوية غير القابلة للكسر أو الاعتذار، ثم ننتقل الى الصفحة الرابعة التي تحمل اسم تقارير، ويطل من رأسها تقرير لمادة حول قضايا الساعة والى جانبها الأيسر نجد جياد الأستاذ يوسف عبدالمنان، وهي تركض (خارج النص)، وهذا الركض ليس فوضوياً وإنما في غاية التماسك، وفي الصفحة الخامسة نجد دوماً مادة عن قصص المخابرات التي يشيب لها الولدان، وفي الصفحة السادسة والسابعة يتجلى الرأي ويبدأ بعزيزتي آخر لحظة، وعلى جانبه تظهر صاحبة الوجه الوجيه الأستاذة آمنة السيدح التي تجيد تطويع الأبجدية وفنون التحرير في عمودها (تنظير).. وفي الوسط قلم رشيق وأسفله قلم خفيف وفي اليسار عمود(آراء حرة)، وتتناظر الصفحة السادسة مع السابعة في مواد الرأي وفي مقدمة الصفحة السابعة زاوية (إضاءات) للكاتب الكبير والصحفي النابه المعتق طه النعمان، ومن تحته رأي ومن فوقه كاركاتير (فارس) مغوار، وعلى الجانب الأيسر زاوية (مساحة حرة) وهي مساحة للجميع.. أما في يسار الصفحة نجد نجم اليسار القح (مؤمن الغالي) الذي لا يخشى في قول الحق لومة لائم في عموده(شمس المشارق)، وفي الصفحة الثامنة نجد تقريراً، وفي التاسعة حوار من نار، وفي الصفحة العاشرة نجد أيضاً (فارس) وحوار كاريكاتيري (موطن ومسؤول)، وعلى يمين الصفحة نجد(نازك الصحافة) وهي كاتبة ومهندسة تحرير وتكتب بحد السكين في زاويتها(حواف حادة)، والى جوارها وتحتها نجد آخر لحظة(3)، وهي منوعات خفيفة وفي الصفحة الحادية عشرة نطالع صفحة تقارير، وفي الثانية عشرة نجد أحياناً المنبر الحر أو حوار أو تقرير ثم يختلط القوس الموشى في عالم اقتصاد آخر لحظة، وبعدها الرياضة بقيادة الكوتش (هساي)، ثم نجد أسبوعياً الأستاذ عبد الرحمن جبر في الصفحة الفنية، ثم نجد الأستاذ هاشم عثمان وهو يتجول في(واحتنا)، وفي الصفحة الأخيرة الأولى (2) نجد مسك الختام في زاوية(بعد ومسافة) للبلدوزر مصطفي ابو العزائم، وكذلك نجد من يوميات فلان و(زواياه البعيدة) للأستاذ ابراهيم الغبشاوي ثم منوعات ومنوعات، وأخيراً نجد لؤلؤة (آخر لحظة) بيت الأسرار - وكل عام.. كل لحظة وآخر لحظة بخير.