بينما كنت أشاهد برنامجاً في قناة الجزيرة الوثائقية استوقفتني معلومات خطيرة جداً عن حالة الإناث في إحدى دول آسيا وكان الفيلم الوثائقي قد التقى بإحدى مديرات دور إيواء الإناث بها والحق أقول وقبل أن اتعمّق في الموضوع حمدت الله على أنني من السودان الذي يقدر المرأة ويعرف قيمتها.. نعم يعرف السودانيون قيمة المرأة.. المهم سادتي فقد عرض الفيلم كيف تعاني المرأة في تلك المناطق لذا تقوم بإجهاض طفلتها منذ اكتشافها عن طريق الفحص أنها أنثى وأنهم يدفعون في ذلك الفحص أموالاً طائلة رغم فقرهم ليبقوا على الحمل إن كان ذكراً ويجهضوه إن كان أنثى وحتى إذا ولدت الأنثى سادتي فإن مصيرها دائماً ما يكون مجهولاً أو تحول إلى مراكز الرعاية وقد أظهر الفيلم إحصائية مخيفة في القرية فقد فاق عدد الذكور عدد الإناث ب (200) فعدد الذكور (1000) ذكر بينما الإناث (800) أنثى مما ينذر بكارثة مستقبلية لأن الوضع ما زال مستمراً.. بالمناسبة أرجع المختصون الأسباب أولاً للفقر الذي تعيشه الأسر في تلك المناطق والذي تفاقمه الأنثى بالمهر (العالي) الذي تدفعه نعم فمعروف أن عاداتهم تفرض على المرأة دفع المهر في الزواج بالإضافة إلى أنها سترحل من منزل أسرتها ويمكن أن لا تعود إليهم بعد ذلك وفوق كل ذلك فإن الجهل يجعل المرأة خاملة ومستهلكة فقط.. بينما يستمر الاحتفال بإنجاب المولود الذكر إلى عشرة أيام والغريب أن النساء أنفسهن هن اللائي يقمن الاحتفال ويرقصن فيه على خلاف أعمارهن.. المهم سادتي لقد ذكرني الفيلم الوثائقي بالقصص التي كانت تروى في زمن الجاهلية (زمن وأد البنات) والحمد لله الذي أوقف تلك التقاليد وقد نزلت آية قرآنية على نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم : تدعو المسلمين لعدم قتل أولادهم خشية الإملاق وضيق الرزق والغريب أن ذلك كان يحدث في زمن الجاهلية أو في زمن ضيق الرزق أو الخوف من العار ولكن وبعد أن تقلصت نسبة الأمية وتعددت أسباب الرزق نفاجأ بأن هناك من يقتلون أبناءهم لذات الأسباب بل تزيد.