شهدت قاعة الشارقة محاضرة بعنوان «طقس دس العروس عند الشايقية» قدمها الدكتور عبد الرحمن أبوسبيب وبحضور عدد من المهتمين بالفلكلور وأساتذة الفلسفة بعدد من الجامعات السودانية، وأدار المحاضرة الدكتور علي الضو. وقدم الدكتور عبد الرحمن شرحاً وافياً لطقس «دس العروس»، حيث قال يبدأ الطقس بعد العقد وقبل الزفاف وفيه يتم دس العروس في أحد البيوت المجاورة وتكون برفقة صديقاتها ويطلب من العريس أن يبحث عنها ويكون أيضاً هو برفقة أصدقائه، ويتم ذلك بإشراف إحدى نساء الحي تسمى «مشرفة الطقس»، ويكون الطقس جاداً وليس فيه مجاملات، حيث تختار المشرفة أصدقاء العريس الذين يجب أن يبحثوا معه عن العروس. وبعد ذلك ينتشر العريس وأصدقاؤه بحثاً عن العروس، حيث يأخذ ذلك وقتاً وتكون المهمة صعبة جداً، لأن الحي في ذاك الزمان لم يكن مضاءً، فهذا الطقس قد اندثر مع نهاية الخمسينيات من القرن الماضي، وبعد رحلة البحث وعندما يعرفون المكان فإن الباب يكون مغلقاً وتبدأ المجادعات الغنائية بين صديقات العروس وأصدقاء العريس ودوماً ما تأخذ طابعاً استفزازياً، ومن ثم يقوم أصحاب العريس برمي المال من تحت فتحة الباب لصديقات العروس حتى يقمن بفتح الباب، وبعد ذلك يدخل العريس ويأخذ العروس على جنب وتطفأ اللمبة «الفانوس- الوناس» وبعد ذلك يحاول أصدقاء العريس الإمساك بصديقات العروس وتستمر المسألة حوال عشر دقائق، وبعد ذلك تتدخل المشرفة وتضيء النور فيضحكون من منظرهم، لأنهم يكونوا «معفرين» بالتراب.وأضاف أبو سبيب أن أهم شيء في هذا الطقس هو السرية التامة خاصة وأنه يأخذ شكلاً درامياً، ومن أهدافه الأساسية هو تقديم وقبول الطرفين لبعضهما البعض، كما يقوم بوظيفة علاجية نفسية لهما من خلال تهيأتهما لليلة الزفاف.