نفثت بيانها الحر بلا قيد.. واطلقت لضجة الحروف عنانها.. عانت قهوتها في مخيلتها حد الاندلاق.. وزهت متون قصيدها.. حتى الأفق المدود.. التاعت بحب الوطن.. فأثخنته بالنشيد.. وذرفت تنهدات القلب.. بعد أن كرهت تمرد الخافق العنيد.. وارتدت دثار أنثى.. حانقة من «جهر الخيانة».. «أنا بكرهك».. قالتها حين كانت النساء يذرفن الدمع سراً في الوسائد.. ويشيعون الحب الى مثواه الأخير.. دون أن يلهمهن القريض بما يعتمل في الدواخل.. وحين تحررت من سطوة الشهيق وارسلته كالزفير.. تجلت أعماقها وأضاءت مخيلتها.. واستنارت قوافيها، فتدفقت المعاني سلسلة جبارة مترعة ريانة.. وجالت في المدى.. والوطن.. الشجر.. وكافترية الشاي.. الحب .. والحنين أصابها شوك السيال.. وحجر الدغش.. ولوعة الصبايا.. ولهيب الحرمان.. فأنشدت من فرط الصبابة.. وأسباغ المودة.. واحكام المحبة.. وكثرة التبريح.. نضال الحاج.. أنثى من بلادي.. ذات البلاد التي انجبت روضة الحاج.. ولا زالت حبلى بالابداع.. ولا أعرف الرابط العجيب بين «الحاج» في هذه وتلك.. إلا أنني أعرف أن الأولى.. قنديل.. والأخرى مشكاة.. نضال «محارة في بيت القصيد».. وروضة «صبوة في قلب العشاق»، نضال روضت الشعر .. و«روضة ناضلت وانتصرت على البيان»..ما أجمل دوحاتنا الظليلة.. ! وغيماتنا الهطيلة.. ! ما أجمل حروف النساء حين تنسل كالحلم في جفن الوسنان.. ! ما أبهاك يا روضة... ! وما أروعك يا نضال.. زاوية أخيرة : نضال حسن الحاج.. عقد في جيد الحسان.. كلمات تترنح من صدى الإنات.. وقريض محكم الأبيات.. !! قولي بربك من أي بحر أتيتي..؟!