ان هواة بناء العضلات وكمال الاجسام يذادون يوماً بعد اخر، ليس هنالك مشكلة على الذين يلجأون الى تضخيم عضلاتهم بالوسائل الرياضية السليمة والتدريبات الصحية، والكل يعلم ان تحمل التمارين الرياضية يحتاج الى صبر كبير ومدة طويلة ليصل الشخص الى هدفه، لكن المشكلة في الذين ينجرفون وراء المكملات البروتينية والكراتين والهرمونات الاستيرويدية، ان الشباب الذين يتسابقون وراء هذه الهرمونات بانية العضلات من غير معرفة باضرارها كارثة كبيرة. لقد كثر في صالات الجيم في الفترة الاخيرة الترويج لمنتجات بغرض زيادة كتلة العضلات وزيادة النشاط البدني واصبحت تتداول بين الشباب من غير دراية بمخاطرها والمؤسف ان الترويج لها اصبح من بعض المدربين من داخل الصالات الرياضية على انها مكملات غذائية فقط وليس بها مخاطر، واليكم شرح تفصيلي لماهية هذه المركبات: المكملات الغذائية هي تركيبات مستخلصة من مكونات غذائية معملية «من مكونات حيوانية، نباتية موجودة في الغذاء بالاضافة للفيتامينات والمعادن والدهون الاساسية والاحماض الامينية، وقد تتواجد في شكل اقراص وكسبولات وبودرة.. الخ والتي تحتوي على المادة الغذائية او المركب الغذائي الذي يهدف مستخدمه لمعالجة نقص معين او للمحافظة على الصحة فهي عامل مكمل للتغذية العادية وهي لا تغني عن الطعام الطبيعي والافراط في اي منتج غذائي يؤدي للضرر او نتائج سلبية، لذا تعطى باستشارة مختص وعلى حسب حالة الشخص الصحية. اذن ما يروج له في الصالات هو ليس من المكملات الغذائية! البروتينات الجاهزة: البروتينات اصلاً مركب عضوي يتكون من احماض امينية، وهو ضروري في تركيب ووظيفة كل الخلايا الحية كما ان له ادواراً هيكلية او ميكانيكية مثل تشكيل الدعامات والمفاصل والعضلات. توجد البروتينات في اللحوم ومشتقات الالبان والبيض وبمقادير اقل من الحبوب والخضروات واهم انواع البروتين هو بروتين اللحوم الذي يمد الجسم بجميع الاحماض الامينية، لكن النباتات كل صنف ينفرد بانواع خاصة من الاحماض الامينية، لذا عند استخدام النباتات كمصدر للبروتين يحتاج الشخص لمزج اكثر من نبات حتى يحصل على الاحماض الامينية اللازمة. ويتأثر البروتين بطريقة تجهيزه للاكل فمثلاً يؤدي التحمير الى الاقلال من فائدته وكما كان الهضم تاماً كلما استفاد الانسان من الاحماض الامينية الموجودة به. الحاجة اليومية 1 جرام لكل كيلو جرام من وزن الجسم. اعراض نقص البروتين فقدان الوزن، التعب، القلق، انخفاض المقاومة للامراض بالنسبة للاطفال يسبب بطء النمو. ان ما يروج له في الصالات على انها بروتينات والبان وصويا وقمح.. الخ وانها مكملات غذائية لا يوجد ضمان على المكونات الفعلية لهذه المركبات، كما انه ليس اي نقص في الوزن يحتاج للعلاج بالبروتينات بل يحتاج الامر لمراجعة الطبيب المختص لمعرفة سبب نقص الوزن ومن ثم العلاج المناسب سواء كان دوائياً او عن طريق المكملات الغذائية على حسب جنس وعمر ووزن والحالة الصحية للشخص وتعطى لفترة زمنية معينة. من اضرار هذه البروتينات الجاهزة وجد ان استخدام بروتين الصويا لفترة طويلة وبجرعات كبيرة يؤدي الى حدوث سرطان الثدي والعقم عند الرجال لانه يعمل على زيادة نسبة الاستروجين في الجسم. وللاسف ان المدربين مصدر ثقة لكن البعض اصبحوا يوهمون الشباب ان الجسم بدون بروتينات او مكملات لن يتضخم ولا العضلات ولكن العكس هو الصحيح ان استخدام هذه البروتينات يؤدي الى ترقق العظام وحصاوي الكلى. من المنتجات ايضاً مادة الكرياتين: يقوم الجسم بتكوين الكرياتين في العضلات الهيكلية في فترة الراحة اثناء النوم والاسترخاء، ويكون بنسبة 40% من حاجة لاعب بناء الاجسام وهذه النسبة تعتبر 100% من حاجة الشخص العادي «غير ممارس للرياضة» ويمثل الكرياتين مخزناً للطاقة الزائدة التي تنتجها العضلات اثناء الراحة ليستفيد منها العضل اثناء التمرين الشاق، لان الكرياتين مصدر للطاقة داخل العضلات فقط اثناء التمرين الشاق وليس مصدر لطاقة بقية اجزاء الجسم. وايضاً الكرياتين مركب يتكون من ثلاثة احماض امينية، ويتأثر امتصاصه بحموضة المعدة ويصل في النهاية للكبد. لقد كثر استعمال الكرياتين لبناء العضلات بصورة كبيرة، فالكرياتين يقوم بزيادة تدفق السوائل للعضلات وبالتالي يمنع تراكم حمض اللاكتيك وهذا بدوره يقلل من تعب العضلات وتشنجها، ولكن مضاره اكثر حيث يؤدي الى اضطراب وظائف الكلية والتمزقات العضلية والجفاف وقد حدثت حالات وفاة بين بعض المصارعين العالميين ووجد ان السبب هو الافراط في تناول الكرياتين، وهناك اشتباه في امكانية تسببه في السرطان، كما انه يثبت هرمون الذكورة ويؤدي الى مشاكل في الخصوبة بالنسبة للذكور، وبالنسبة للاناث يزيد نمو الشعر في اماكن غير مرغوب فيها وغلظة في الصوت واضطرابات ايجابية. هذا بالاضافة لسرطان الكبد والموت المفاجيء بالنسبة للرياضيين خاصة تحت سن الثلاثين. من المنتجات التي يروج لها ايضاً الهرمونات الاستيرويدية مع العلم ان هذه الهرمونات لا تعطى الا بوصفة طبيب ولامراض معينة وبجرعات معينة، لكن الموجودة في الاسواق غير نقية وملوثة ومضاعفاتها كبيرة مثل تساقط الشعر «الصلع»، حب الشباب، مشاكل الكبد والكليتين، تضخم الثديين للرجال وضمور الثديين للاناث، العقم للجنسين، ارتفاع الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم مما قد يؤدي الى امراض القلب والازمات الدماغية بالاضافة للقلق، وارتفاع ضغط الدم وتضخم عضلة القلب قد يؤدي لجلطات القلب والمخ في الرياضيين وقد يكون سبباً للموت المفاجيء. واخيراً.. عزيزي القاري.. ان افضل طريقة للحصول على اجسام رشيقة وعضلات مقتولة هو ممارسة الرياضة المحكومة بنظام غذائي صحي، و لهذا يحتاج الى الصبر والاهتمام والاهم المتابعة وعدم الاستعمال للنتائج باستخدام الاشياء المضرة والسموم الخطيرة التي قد تؤدي الى الموت.