ظلت مشكلة الدولار تشغل بال المواطنين أكثر من الحكومة، وذلك نسبة لارتفاع الأسعار في السلع التي رجح التجار ارتفاعها لارتفاع الدولار.. وأصبحت حالة ترتبط بالدولار ارتفاعاً وانخفاضاً، مما جعل الدولة تعيش حالة أزمة تخفيض الجنيه مقابل الدولار، وقد ظل الإرتفاع للدولار مقابل الجنيه السوداني لأكثر من 5 جنيهات، وعلى الرغم من الجهود التي بذلتها الدولة لتقليل أسعار النقد، مما دفعها للسماح للصرافات أن تعمل وفقاً لحركة السوق الموازي، وتلك الخطوة التي وجدت استهجاناً كبيراً، من قبل المواطنين والمتعاملين مع الصرافات، وذلك بارتفاع النقد فيها، رجح بعض الخبراء ذلك الى سعي الدولة لتحديد سعر الصرف عند حدود ال4.90 كسعر تشجيعي للصادر، وعلى ضوء ذلك قلل رئيس اللجنة الاقتصادية بالبرلمان بابكر محمد التوم من تأثير ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني بالصرافات والبنوك، ولفت الى أن الخطوة تصب لصالح المنتجين والمستثمرين- على حسب قوله لسونا- إننا ننظر للنتائج المترتبة عليها في الدفع بالإنتاج والدخل الكبير بمنتجي الصمغ والقطن والسلع النقدية، ولا ننظر في التأثير اللحظي لارتفاع العملة.. وأضاف أن ارتفاع سعر الصرف يستفيد منه الاقتصاد السوداني لتحقيقه لسياسة إحلال الواردات التي تكبح الاستيراد بتشجيع المنتج المحلي والمستثمر الأجنبي. ومن جانبه كشف وزير الدولة بوزارة المالية عبد الرحمن ضرار عن وضع سياسات نقدية جديدة لبنك السودان للمساعدة في استقرار الصرف.. وفي المقابل وجدت تلك السياسات عدم الرضا والقبول من قبل تجار العملة بالموازي، الذين أكدوا أن تلك الاجراءات تستهدفهم.. والتي أصبحت واضحة من خلال تكثيف حملات الأمن الاقتصادي على السوق.. وقال أحد تجار الموازي- فضل حجب اسمه- إن الحملات خفضت من حركة السوق وإعلانات البنك للسياسات، والسماح للصرافات ساهمت في انخفاض سعر الصرف، وجميع العملات شهدت انخفاضاً قليلاً، مقارنة بالدولار الذي انخفض بنسبة كبيرة، وذلك بالنظر الى سعره في الاسبوع الماضي، حيث كان سعر الدولار 5.60 واليوم انخفض الى 5.10، وهذا الانخفاض يعتبر كبيراً جداً، فقد كانت حركة الانخفاض في السابق بنسبة 2% والآن بنسبة 10% ، موضحاً أن خطورة المحاربة بعد تحديد السعر التشجيعي عند ال4.90 والسماح للصرافات بالتعامل بسعر الموازي، ستقلل من نشاط الموازي . فيما يرى بعض الخبراء والمراقبين أن الدولة ظلت- منذ خروج البترول وفقدانها لبعض الصادرات التي بدورها أدت الى عدم الحصول على الدولار- تعيش أزمة تعاني منها في تخفيض عملتها التي أصبحت في انخفاض مقابل الدولار، بعد أن كانت في السابق مرتفعة مقابل الدولار، بمعنى أن الجنيه السوداني في فترة من الفترات كان يعادل 3 دولارات، واليوم أصبح الدولار يعادل حوالي 5 الى 6 جنيهات . ووصف المراقبون الخطوة بالسياسة التي تسعى من خلالها الدولة الى الانتهاء من ظاهرة السوق الموازي، بدليل سماحها للصرافات بالتعامل في الصرف مع الموازي، وهذا الاتجاه من شأنه أن يجعل المتعاملين مع الصرف يتجهون الى الصرافات والبنوك، لأنها أضمن، لأن غالبية النقد الوارد الى الموازي يأتي من الخارج، كما أن الخطوة ستجعل تجار الموازي يقومون بوقف شراء النقد والعمل على تصريف ما عندهم بالسعر المناسب.