اعترف شاب في الرابعة والعشرين من العمر يعمل مزارعاً أمام محكمة جنايات بحري شمال برئاسة مولانا محمد الصديق أحمد بالاعتداء بالضرب ب«طورية» على عامل داخل مشروع زراعي بالبسابير بولاية نهر النيل، مما أدى إلى وفاته بعد بضع ساعات من الحادثة، وذلك بإقراره أمام المحكمة بالأقوال التي تلاها عليه المتحري والتي ذكر خلالها أنه في السابع عشر من يناير الماضي دار نقاش بينه والمجني عليه الذي يعمل خفيراً على سقاية المياه بالمشروع الزراعي ومسؤولاً عن توزيع السقيا لأراضي المزارعين بسبب أنه فتح «وابور» المياه لري أرضه الزراعية ورفض المجني عليه بالسقيا له وقام بإغلاق الطلمبة المستخدمة لذلك، ووجه له الحديث «إذا انت راجل افتحها»، وتابع المتهم في أقواله التي أعلنها المتحري بالمحكمة أنه أثناء ذلك قام بفتح المياه مرة أخرى وعند ذلك ذكر أن المجني عليه اعتدى عليه بالضرب بعود ورد عليه هو بضربات ب«الطورية» التي يمتلكها في رأسه وفي عنقه، نافياً في الوقت ذاته وجود عداوة بينه والمرحوم قبل الحادث وأنهما جيران في السكن، قبل أن يقر المتهم أيضاً بالاعتراف القضائي الذي تلاه عليه قاضي المحكمة والذي بين من خلاله أن المجني عليه حدد له يوماً لسقاية أرضه المزروعة بالبرسيم والذي كان هو يوم الحادث، وعندما جاء هو ووالدته للسقيا وبدأ منذ الصباح وعند الثانية ظهراً، جاء المجني عليه للمشروع وأغلق المياه ومن ثم وقعت الحادثة، وكشف المحقق الشرطي الذي تولى التحري في البلاغ أن المجني عليه لقي مصرعه متأثراً بجراحه أثناء إسعافه إلى مستشفى الخرطوم والتي وجه القائمون على أمر المستشفى بالبسابير بإحالته إليها بعد أن أجريت له عملية خياطة لمواضع الإصابات، وتقدم على أثر ذلك الشاكي في البلاغ شقيق القتيل بعريضة لنيابة الخرطوم شمال لإصدار أمر بتشريح الجثة، وأفاد المتحري بأن تقرير اختصاصي الطب الشرعي أكد أن الأسباب المؤدية إلى الوفاة نتيجة عن كسر الجمجمة والنزيف الدماغي بسبب الإصابة بجسم صلب بعد أن بين أن الكسر في الجمجمة بطول «21» سم، وقدم تقرير التشريح مستنداً للاتهام والرسم الكروكي لمكان الحادث وعدداً آخر من المستندات، بالإضافة إلى معروضات من بينها ملابس المجني عليه والعود الذي ذكر المتهم أن الأخير اعتدى عليه به والطورية أداة الجريمة والتي أشار المتحري أنه عثر عليها مخبأة داخل حفرة على بعد أمتار من مكان الجريمة، وأكد عند استجوابه بواسطة ممثل الاتهام عن أولياء الدم المحامي حيدر محمد أبوعاقلة على أن المتهم هو الذي أرشد على مكان الحادثة وأن «الطورية» أداة الجريمة عندما قام بتحريزها لم يعثر بها على آثار ضرب، بل إنها مليئة بالطين وعليها آثار إمساك المتهم بها بيده، مبيناً أن القتيل أثناء العراك الذي نشب بينه والمتهم سقط داخل «جدول»، وقطع بأن المجني عليه بحسب التحريات هو المسؤول عن تنظيم السقيا للمزارعين بالمشروع، وقال عند استجوابه بواسطة الدفاع عن المتهم إنه لم يؤكد له أي من شهود الاتهام مشاهدتهم للحظة العراك بين الطرفين، وإن الحادث وقع داخل الأرض الزراعية الخاصة بالمتهم، فيما لم يبرر المتحري للمحكمة عدم إرساله للعود الذي عثر عيله بمكان الحادث والذي وجدت به آثار دماء للمعامل الجنائية، نافياً علمه بعينة دماء المجني عليه، وفرغت المحكمة من استجواب المتحري وحددت جلسة الشهر المقبل للاستماع للشاكي والمبلغ وشهود الاتهام.