شاهد بالفيديو.. الفنانة توتة عذاب تشعل حفل غنائي بوصلة رقص مثيرة والجمهور: (بتحاولي تقلدي هدى عربي بس ما قادرة)    شاهد بالفيديو.. فنانة سودانية تدخل في وصلة رقص فاضحة بمؤخرتها على طريقة "الترترة" وسط عدد من الشباب والجمهور يعبر عن غضبه: (قلة أدب وعدم احترام)    شاهد بالصورة والفيديو.. فتاة سودانية تثير ضجة غير مسبوقة بتصريحات جريئة: (مفهومي للرجل الصقر هو الراجل البعمل لي مساج وبسعدني في السرير)    شاهد بالفيديو.. الفنانة توتة عذاب تشعل حفل غنائي بوصلة رقص مثيرة والجمهور: (بتحاولي تقلدي هدى عربي بس ما قادرة)    شاهد بالفيديو.. فنانة سودانية تدخل في وصلة رقص فاضحة بمؤخرتها على طريقة "الترترة" وسط عدد من الشباب والجمهور يعبر عن غضبه: (قلة أدب وعدم احترام)    شاهد بالصورة والفيديو.. فتاة سودانية تثير ضجة غير مسبوقة بتصريحات جريئة: (مفهومي للرجل الصقر هو الراجل البعمل لي مساج وبسعدني في السرير)    انشقاق بشارة إنكا عن حركة العدل والمساواة (جناح صندل ) وانضمامه لحركة جيش تحرير السودان    على الهلال المحاولة العام القادم..!!    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    مناوي يلتقي العمامرة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للسودان    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا لو اندفع الغزيون نحو سيناء؟.. مصر تكشف سيناريوهات التعامل    أول تعليق من ترامب على اجتياح غزة.. وتحذير ثان لحماس    فبريكة التعليم وإنتاج الجهالة..!    تأملات جيل سوداني أكمل الستين    السودان يدعو المجتمع الدولي لدعم إعادة الإعمار    مقتل كبار قادة حركة العدل والمساواة بالفاشر    ريال مدريد يواجه مرسيليا في بداية مشواره بدوري أبطال أوروبا    بيراميدز يسحق أوكلاند ويضرب موعدا مع الأهلي السعودي    أونانا يحقق بداية رائعة في تركيا    ما ترتيب محمد صلاح في قائمة هدافي دوري أبطال أوروبا عبر التاريخ؟    "خطوط حمراء" رسمها السيسي لإسرائيل أمام قمة الدوحة    دراسة تكشف تأثير "تيك توك" وتطبيقات الفيديو على سلوك الأطفال    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    لقد غيّر الهجوم على قطر قواعد اللعبة الدبلوماسية    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    شاهد بالصور.. زواج فتاة "سودانية" من شاب "بنغالي" يشعل مواقع التواصل وإحدى المتابعات تكشف تفاصيل هامة عن العريس: (اخصائي مهن طبية ويملك جنسية إحدى الدول الأوروبية والعروس سليلة أعرق الأسر)    شاب سوداني يستشير: (والدي يريد الزواج من والدة زوجتي صاحبة ال 40 عام وأنا ما عاوز لخبطة في النسب يعني إبنه يكون أخوي وأخ زوجتي ماذا أفعل؟)    هالاند مهاجم سيتي يتخطى دروغبا وروني بعد التهام مانشستر يونايتد    الهلال السوداني يتطلّع لتحقيق كأس سيكافا أمام سينغيدا    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    مصر تسجل مستوى دخل قياسيا في الدولار    وزير الداخلية يترأس إجتماع لجنة ضبط الأمن وفرض هيبة الدولة ولاية الخرطوم    عودة السياحة النيلية بالخرطوم    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    وزارة الزراعة والثروة الحيوانية والري بالخرطوم تبحث إعادة إعمار وتطوير قطاع الألبان    شاهد بالصورة والفيديو.. عروس سودانية ترفض "رش" عريسها بالحليب رغم إقدامه على الخطوة وتعاتبه والجمهور يعلق: (يرشونا بالنووي نحنا)    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    حادث مأسوي بالإسكندرية.. غرق 6 فتيات وانقاذ 24 أخريات في شاطئ أبو تلات    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    الصحة: وفاة 3 أطفال بمستشفى البان جديد بعد تلقيهم جرعة تطعيم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«نائب الرئيس الأسبق».. في حد يث عن الثورة.. «2-2»
نشر في آخر لحظة يوم 30 - 05 - 2012

يستعد مناصرو ثورة مايو التي حكمت البلاد 16 عاماً للاحتفال بالذكرى (43) للوصول إلى السلطة والثالثة لرحيل قائد الثورة المشير جعفر محمد نميري الذي توفى في 30 مايو.. ويقول اللواء خالد حسن عباس نائب الرئيس الأسبق ..إن عهد مايو يعد أفضل فترة حكم، حيث شهدت فيه البلاد تنمية كبيرة. وكشف خالد في حوار مع (آخر لحظة) عن تفاصيل تكوين تنظيم الضباط الأحرار في العام 1953م، وقال إن مؤسسه هو المرحوم محمود حسيب.. نافياً أن يكون التنظيم هو ذراع للحزب الشيوعي، وأن الضباط لم يعلنوا عن هويتهم السياسية. ورفض اللواء خالد الذي يتولى رئاسة تحالف قوى الشعب العاملة الكشف عن أسباب استقالته من منصب نائب الرئيس وقال «هذا سر أعرفه أنا ونميري فقط ولن أبوح به» وأقر بأن مايو بدأت تنهار عندما كرّس الاتحاد الاشتراكي السلطة في يد الرئيس نميري.. ونفى بشدة علاقة الإسلاميين بزعامة حسن الترابي بقرار تطبيق الشريعة الإسلامية. وقال إن القرار اتخذته السلطة دون إملاء من أحد. فإلى مضابط الحلقة الأولى:
تكوين الاتحاد الاشتراكي ودوره السياسي ورؤيتك في ذلك؟
- الاتحاد الاشتراكي هو تحالف لفئات خمس، عمال، مزارعون، جنود، رأسمالية وطنية ومثقفون.. وهؤلاء الخمس فئات هي التي كونت الاتحاد الاشتراكي.. وعندما استقال مجلس الثورة عند تكوين الاتحاد الاشتراكي وفقاً لدوره الجديد، وهنا أوضح أن مجلس الثورة استقال وهو في قمة الأداء وهذه سابقة سياسية سودانية قبل استقالة مجلس سوار الذهب التي يتحدث عنها الناس، ونحن قلنا والله بعد الشفناه في الشارع بعد الانقلاب ومطالبة الشعب الذي هتف «عائد عائد يا نميري» وموقف الجيش، قلنا ما في داعي لمجلس الثورة واستقلنا نحن وفي قمة نجاحنا وعلى التاريخ أن يسجل ذلك، وإيماننا بقدرة الشعب الذي اختار الزول البقوده.. والشارع البطلع براه يجيب الزول الداير يجيبو.. لهذا أنا أقول إن الذين يتحدثون عن أدب الاستقالة لا يقرأون التاريخ، فمجلسنا الثورة قدم استقالته وأنا شخصياً قدمت استقالتي ولكن ما زال هناك من يكتب عن عدم وجود أدب الاستقالة في تاريخ الحكم بالسودان، عليكم مراجعة التاريخ جيداً والكتابة للحقائق.
وبالرجوع إلى تكوين الاتحاد الاشتراكي وأدائه ورؤيتي أقولها بوضوح إن السلطات التي كانت موجودة في النظام الأساسي وتم تحويلها إلى الرئيس نميري، وكذلك بعد غزو «1976م أيضاً تم تحويل السلطات التشريعية إلى الرئيس نميري وهنا عندما تم تكريس السلطة في يد شخص واحد بدأ الانهيار للاتحاد الاشتراكي لانفراده بالقرار.. ولو مارس الاتحاد الاشتراكي سلطاته كما هو منصوص عليها في النظام الأساسي لما حصل لمايو ما حصل من انهيار، لأن الرؤية حينها ستكون جماعية ورأي أغلبية لمختلف القضايا وليست فردية في يد الرئيس نميري.. ولا أنسى أن الاتحاد الاشتراكي وتكوينه الفئوي والذي يستطيع أن يقود العمل السياسي لما لديه من خبرات وكفاءات تعرف كيف تؤدي عملها المناط بها.
فاتحاد العمال يستطيع أن يقود السودان بقدراته وإمكاناته.. كذلك اتحاد المثقفين أو الزراع وغيرهم من الفئات.. لذلك أنا اعتقد أن تفويض السلطات في الاتحاد الاشتراكي إلى الرئيس نميري هو القشة التي قصمت ظهر مايو.
في تلك الفترة هناك أحداث فرضت نفسها.. أحداث 1976م أحداث الجزيرة أبا.. ما هي تفاصيلها ولماذا كان رد فعلكم عنيفاً تجاه الأنصار؟!
- الناس دائماً ما تتحدث عن رد الفعل ولا يتحدثون عن الفعل، ما حدث في ود نوباوي والجزيرة أبا.. أن الجيش عندما دخل ود نوباوي هاجمه الأنصار وذبحهم كلهم وعددهم «39» جندياً حتى هذه القوات وبحسب التقارير أن صناديق ذخيرتهم كانت مغلقة، وهذه ليست حالة لشخص يريد أن يقتل.. وهذه القوات ذهبت لفض الاشتباكات والاعتصامات بود نوباوي.. وحصل الهجوم عليهم وقتلهم.. أما الجزيرة أبا وأحداثها فأيضاً تم اختلاق الحديث عنها وعدم الوضوح فيها ولا أدري لماذا الناس في السودان لا تريد مواجهة الحقائق.. فما حدث في الجزيرة أبا أن هناك تجمعات كبيرة لديها سلاح...
مقاطعاً: لكن أنتم كنتم الحكومة والمسؤولين عن المواطنين بمختلف توجهاتهم، فلماذا لم يتم التفاوض أولاً دون خيار المواجهة الدامية؟!
- ليس صحيحاً أننا لم نفاوض الأنصار، لقد ذهب عدد من الناس للإمام الهادي- وهم حتى الآن أحياء- ويشهدون بذلك، وحتى الضباط الذين ذهبوا أمثال أبو الدهب وغيره وقابلوا الإمام الهادي، لم يصلوا لحلٍ، وفي تقديري أن الإمام الهادي كان تحت تأثير الشريف حسين الهندي، وبدأوا في تدخيل السلاح لتحقيق أهدافهم، وهناك وثائق لا أريد الكشف عنها الآن، وسوف أنشرها في وقتها.. الجزيرة أبا كان بها سلاح ونية ضد الحكومة.. وأن قواتنا الموجودة لو كان ما قيل عنها صحيحاً بأنها ضربت الجزيرة أبا لما تبقى فيها شخص حي.. ما حدث من ضرب كان في المحالج بين محمد صالح عمر وبعض القوات المسلحة الموجودة هنا من المدرعات والمظلات، والحديث عن الطائرات المقاتلة التي ضربت الجزيرة هذا غير صحيح، وأيضاً الروايات عن اشتراك الرئيس المصري حسني مبارك بطائراته من مصر لضرب الجزيرة أبا غير صحيح، إن المصريين كانوا حريصين على ثورة مايو حينها، وأن الرئيس السادات أرسل حسني مبارك إلى الخرطوم، وهذا لا يعني أن حسني مبارك عندما أرسل للخرطوم قاد طائراته لضرب الجزيرة أبا، بل كان لدعم موقف مايو، والوقوف معها، باعتباره ممثلاً للرئيس السادات.. وأنا اتساءل عن خلط هذه الأمور عن مايو، وعدم التوثيق الصحيح.. لذلك أعود وأقول أنا سوف أنشر كل هذه الحقائق في كتاب قادم إن شاء الله.
نرجع لأحداث «1976م» وما عرفت بمحاولة المرتزقة، ما هي تفاصيل تلك الأحداث ومواجهتكم لها؟!
- ما حدث هو اختيار المعارضة وأحزابها لإسقاط مايو عبر العمل المسلح ولجوئها إلى ليبيا والقذافي، حينها كان لديه موقف من حكومة مايو، فمول هذه العملية وسلحها لتغزو السودان عبر حدوده، وهذه غلطة ارتكبها القذافي بمواجهته المباشرة لحكومة السودان عبر المعارضة، وكذلك ارتكبتها المعارضة باعتمادها على دولة أجنبية لغزو أراضي الوطن لتحريرها.. مما ساهم في وقوف المواطنين ضدهم حين هجومهم.
هل تفاجأتم بهذه العملية حين حدوثها؟!
- لا نحن لم نتفاجأ لأن المعلومات كانت لدينا، لكن التوقيت لم نكن نعرفه.. لأن لدينا جهاز استخبارات قوي، وهناك في دارفور كان لدينا بعض الناس، وكان هناك الطيب المرضي، وقد قبضوا على عناصر كثيرة من المعارضة، ولكن لم تكن مفاجأة بالنسبة لنا، والذين تفاجأوا هم أعضاء المعارضة بما حدث لهم عند هجومهم على الخرطوم، بالتصدي لهم وهزيمتهم من الشعب قبل الجيش، وهم دخلوا الخرطوم كأفراد وجاءوا بدون سلاح، وفي فترة سنة وسلاحهم كان مخبأً خارج الخرطوم، وانتهوا إلى ما انتهوا إليه بعد محاولتهم الفاشلة.
يقال إنك لم تكن راضياً عن المصالحة الوطنية، حينها ما هو مبررك لذلك بعد تلك الأحداث؟!
- ليس أنا وحدي فهناك الكثيرون بعد تلك الأحداث كانوا يرون بعدم جدوى المصالحة، وكانوا يقولون إن الدم لم ينشف بعد لجنودنا الذين قتلوا غيلة وغدراً، وكذلك بعض المواطنين، وأن ما حدث هو عدوان واعتداء من دولة أجنبية بأيدي وطنية، فلا مصالحة بل محاكمة.. فلهذا كنا معارضين رغم نبل المقصد، ولكن التوقيت لم يكن مناسباً حينها، والدماء ما زالت على الأرض، والحزن في النفوس، وهذه المصالحة الوطنية لولا التفويض الذي منح لجعفر نميري لما كانت هذه المصالحة في وقتها.. وحتى المصالحة في بدايتها بدأها المرحوم مأمون مع الشهيد حسين، وأيضاً أبو القاسم هاشم، ولو مُنحت وقتها- حينها- لخرجت بطريقة أفضل مما حدث.. والملاحظ أن هؤلاء الذين شاركوا في الغزو عندما اجتمعوا في لندن، كان قرارهم أن يبتعدوا عن مايو لاستحالة هزيمتها بالسلاح.. وقرروا الرجوع إلى الوطن والمصالحة كانت لهم في جرح، لأن بدونها ما كان لهم دخول السودان، ولكن أعود وأقول إن الاستعجال في توقيعها لم يخرج بها إلى حلول جذرية.. واعتقد لو منح الأخ أبو القاسم ومأمون عوض أبوزيد الفرصة للحوار مع الشريف حسين الهندي قبل كل هذه الأحداث، وفي بداية التفاوض معه لاختلفت الصورة تماماً منذ حينها، والآن السبب في هذا الغزو كله- الشريف حسين الهندي هو الذي ذهب بالصادق المهدي إلى ليبيا وجمع السلاح والمال والرجال.
بعد هذه الأحداث كلها حدث تقارب مع الإدارة الأمريكية من قبلكم كيف تفسرون تلك المرحلة؟!
- هذا وضع طبيعي في السياسة، وهي مراحل متغيرة في التعامل، حيث المستجدات على الساحة عموماً سواء كانت داخلية أو خارجية، وفي ذات الوقت هناك معسكران، ولدينا كروت نلعبها وفقاً للأحداث، ونستخدمها في حينها كمصلحة للوطن وليست كتبعية، وذلك لأنه ليس هناك عدو مستمر ولا صديق مستمر، بل هناك مصالح مستمرة، ونحن نريد ما يحقق مصالح الدولة.
اختلفتم بعد ذلك مع الحركة الإسلامية- خاصة الترابي- بعد مرحلة تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية أو ما عرفت بقوانين سبتمبر وبعدها تدحرجت مايو إلى أن قامت ثورة ابريل أو الانتفاضة؟!
- أولاً أحب أن أقول إن تطبيقنا للشريعة الإسلامية جاء وفقاً لقناعاتنا نحن مائة بالمائة بذلك، وليس لأن الترابي أو الحركة الإسلامية كانت تريد ذلك، أو آثرت علينا كنظام يحكم السودان.. الشريعة في اجتماعات اللجنة المركزية طُرحت كخيار يجب تطبيقه، ووافقنا على ذلك، وأن يكون التطبيق بالتدرج، وكان قرار اللجنة المركزية وقرار إجازه المكتب السياسي، وحتى هذه القوانين الترابي لم يشارك فيها، بل أعدها وشارك فيها النيل، وعوض الجيد، وبدرية سليمان، وما اخترناهم كان واقعاً وقراراً للتنظيم السياسي.. فمثلاً أن محمد عبد القادر كان والياً لكسلا، وعندما أوقف «الخمر» في كسلا، في الخرطوم لم يصدر قرار بايقافها في ذلك الوقت، ومهدي مصطفى عندما اقفل بيوت الدعارة لم تنفذ تلك القرارات بعد بتطبيق الشريعة.. لكن اتخذنا القرار، وأكرر من التنظيم دون إملاء من أحد.. وما حدث بعد ذلك من أخطاء في التطبيق هو ما يمكن القول عليه والحديث فيه، وما حدث في «1985م» هو التغيير الذي أعقب الأخطاء وكنا نعتقد أن أساس التغير هو الجيش، واتذكر أن الشريف التهامي عندما كنا في كوبر قال «أنا مستغرب في فيل تقتلو شوكة»، والجيش كان فئة من الفئات الحاكمة، وما حدث هو انقلاب عديل.. ولولا الجيش لما نجحت ثورة ابريل.
يؤخذ على مايو أنها تعاملت مع المرحوم اسماعيل الأزهري وأودعته السجن دون النظر إلى تاريخه حتى توفى وهو داخل السجن؟
- مايو لم تقتل الزعيم الأزهري.. وقد كان هناك طبيبان هما صديق أحمد إسماعيل- وعبد المنعم وصفي يتابعون حالته الصحية، كما أننا أصدرنا أوامر بتجهيز طائرة تكون جاثمة بالمطار لعلاج الازهري بالخارج متى طلب الأطباء أو أسرة الأزهري ذلك.. ولم نمنع أحد من تشييع الجثمان.. وقمنا بتسديد ديونه على البنك الزراعي.
لكنكم أصدرتم أوامر بأن يذاع خبر وفاته في خبر مقتضب باسم «المعلم الأزهري»؟
- نحن لم نتدخل في الخبر ولم نوجه أحداً.. فهو شخصية مهمة كما أن مايو اطلقت سراح من كانوا معه في الحكومة آنذاك، مثل المرحوم أحمد السيد حمد بعد محاكمتهم.
هل يمكن أبعاد الجيش من السياسة؟
- الجيش لا يمكن إبعاده عن السياسة في أي دولة، فمثلاً في الولايات المتحدة فإن العسكريين يؤثرون بشكل مباشر في سياسة الإدارة الأمريكية.
تحدثت عن أخطاء أوجبت التغيير ما هي تلك الأخطاء ولماذا لم تتحدثوا عنها في وقتها؟
- أولاً الأخطاء التي أوجبت التغيير تداعيات التفويض الذي تم للرئيس وتحكمه في اتخاذ القرارات، واعتقد أننا كنا سوف نعالج ذلك المؤتمر العام الذي لم ينعقد، ولكن سبق السيف العزل، ومشكلتنا ما كانت السلطة بل كانت البلد، لأن هناك كم محاولة حصلت لانقلاب الحكم، وانحيازنا كان لمايو وللبلد، وكان يمكن أن نستولي على السلطة في 75 أو 1976م.. ونغير نميري، ولكن هدفنا ليس السلطة بل المحافظة على البلد والتقدم بها.
تعاطفكم مع مشكلة الجنوب كحكومة وكلجنة مركزية حينها هل كانت القرارات جماعية أم انفرد بها النميري وما هي أسباب تداعيات اتفاق اديس أبابا؟
- اتفاقية أديس ابابا كان تسمح بمراجعة من خلال آلية معينة هي مجلس الشعب القومي والاستفتاء، ولو اتخذ القرار من مجلس الشعب القومي لكانت الأمور اختلفت تماماً، وأيضاً الاستفتاء والتنفيذ لو تم عبر الآلية لما حدث التمرد.. وكما قال «أبل الير» عن نقض العهود وهذا صحيح، لأن الاتفاقية لم تنفذ كما هي.. وهنا أشير إلى أنه في فترة اتفاقية اديس ابابا لم يخطر ببال أحد شرط تقرير المصير، ولم يكن وارداً لدى أي شخص ولم يقال.. وأنا اعتبر أن الإنجاز لدولة مايو منذ «1972م» وحتى «1983م» لم يشهد الجنوب طلقة واحدة أو حالة اشتباك.
لماذا لم تشاركوا كتحالف قوى الشعب في الحكومة العريضة وتفاوضكم مع المؤتمر الوطني تخلله بعض البطء؟
- نحن لسنا حريصين على الحكم، ونحن لدينا اتفاق إطاري مع المؤتمر الوطني، ولسنا على عجل للمشاركة في السلطة بقدر ما حرصنا على الوحدة الوطنية، والعمل على جمع الصف السياسي لمواجهة الأخطار التي تواجه السودان، وإذا لم تتوحد هذه الجهود في صف واحد معارضة وحكومة، الكل سوف يدفع الثمن.
هناك سؤال مهم قضية حلايب وأنتم لديكم علاقات جيدة مع مصر وقياداتها منذ مايو.. حتى الآن لم تحل كيف تقرأ ذلك؟
- قضية حلايب دائماً ما تثار عندما تسوء الأحوال بين البلدين، وهناك اقتراحات كثيرة لمنطقة للتكامل.. وفي الأصل أؤكد أن حلايب سودانية، ومنذ أيام عبد الله خليل الذي أرسل لها قوات سودانية- ونحن في مايو- لم تكن ظاهرة على المشهد السياسي.. والسبب في ذلك الوقت أننا كنا ننفذ اتفاقية التكامل ما بين مصر والسودان وليبيا.
هناك أيضاً قضية ظلت في ذاكرة الأحداث مرتبطة بفترة مايو وهي «ترحيل الفلاشا» هل كانت واضحة وهل كان قراراً حكومياً؟
- دعني أقول لك إن قضية ترحيل الفلاشا الخطأ الذي ارتكب فيها هو أنها تمت بسرية، وقام بها جهاز الأمن بقيادة عمر، في الوقت الذي يمكن القيام بها علناً، باعتبارهم لاجئين يريدون العبور لدولة ثالثة وليس اسرائيل، وكانوا ذاهبون إلى ايطاليا.
مقاطعاً.. لكن المشكلة كانت في طبيعة انتماء هؤلاء اللاجئين إلى عرقيات اسرائيلة في الوقت الذي كانت الدول العربية تقف مع فلسطين؟
- الذي أعرفه أننا تعاملنا مع لاجئين، ووفقاً للقوانين الدولية يسمح لها بالعبور إلى دولة ثالثة، وكان ذلك إلى ايطاليا، ولسنا مسؤولين عن ذهابهم بعد ذلك لأي دولة أخرى، وأكرر كان ينبغي ألاَّ تكون العملية سرية بل في وضح النهار، ونحن لا نتعامل بالنيات، وأيضاً هؤلاء الفلاشا كانوا متواجدين بالسودان قبل ترحيلهم، إذاً المسألة هي ترحيل لاجئين.. ولذلك ياسر عرفات قال أيضاً إن الفلاشا لا تساوي خدشاً في كف المقاومة الفلسطينية.
حدثنا عن شخصية الرئيس الراحل جعفر محمد نميري كشخص حكم السوادن «16» سنة وكنت قريباً منه وكاتم أسراره؟
- الفترة التي قضاها نميري في حكم السودان من أعظم فترات الحكم بالسودان، والانجازات التي تمت في عهده هي أساس للذي نراه الآن، وليس هناك جديد، بل هو تكملة لما بدأه نميري في التنمية والبناء والتطور.. حتى على مستوى القوانين، وإذا أخذنا المرأة لقد أوجدت لها مايو وضعاً مميزاً متقدماً.. وكل ذلك بإتاحة النظام لها، فكانت في الاتحاد الاشتراكي، ومثلت البلاد خارجياً.. كذلك الخدمة المدنية وتطورها كلها في فترة مايو.. ونميري قدم الكثير وما يقال عنه وضربه للوزراء فهذا غير صحيح، فهو صديق وأخ وكل الذين في الحكومة أشخاص لهم وزنهم وليس كما يقال ويشاع وهذا افتراء وكذب!!
برحيل النميري ترك لك إرثاً ثقيلاً جداً وحزباً له قاعدته وانجازاته كيف تتعامل مع ذلك؟
- أنا أؤمن بالمستقبل وهو الذي سوف يحدث التطور والتغيير، إذا ما أحسنا التنظيم والعمل على الوحدة الوطنية وفق مبادئنا.. ومهما اختلفنا حزبياً فنحن نبحث عن مصلحة واحدة، لهذا اعتقد أن الصيغة الوحيدة التي تجمع السودانيين نحو السلام والاستقرار هي صيغة التحالف والوحدة، ولا يمكن بناء السودان بدون مزارعين أو شباب أو المرأة أو صناعيين، بمعنى كل فئات الشعب تعمل من أجل البناء الوطني والتنمية والاستقرار، وليس الاحتراب وكل هذه التكوينات شهدتها مايو.
ما هي وصية الرئيس نميري الأخيرة لكم وماذا قال لكم قبل رحيله؟!
- والله النميري الله يرحمه ما كان عنده هم غير السودان، وكل حديثه هو حول المحافظة على السودان ووحدة الصف والحوار، بدلاً عن القتال وغير ذلك هي اجتهادات للناس تقول فيما هو غير صحيح عنه.
رأيك في حكومة الإنقاذ الآن والوضع السياسي الذي يمر بالبلاد، وكيف تقرأ ذلك كسياسي؟
- أنا لن اتحدث عن الإنقاذ أو غيرها، المهم لدي هو المحافظة على وحدة السودان للخروج من المطب الكبير، وإذا لم تحافظ الحكومة والمعارضة على هذا الوطن، الكل سوف يدفع الثمن!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.