في بوابات الأزمة الدارفورية حاول بعض الأوروبين وعلى رأسهم البارونة كوكس البريطانية، تشويه صورة النسيج الاجتماعي في دارفور بالحديث عن الرق والاسترقاق، واذكر أن «جون آبنر» هو أحد الناشطين مع البارونة قد التقيته في اجتماعات اللجنة الدولية لحقوق الإنسان «بجنيف»، حيث قام بعرض فيلم وثائقي عن الرق في دارفور ظهر فيه شخصياً «جون آبنر» يعتق رقيقاً من أحد تجار الرق حسب رواية الفيلم، ولقد تأثر الحضور الذي اجتمع في القاعة لمشاهدة الفيلم الذي تم الإعلان عنه في كل زوايا المبنى الخاص بالأمم المتحدة والذين يمثلون الناشطين في كثير من دول العالم والمهتمين بالشأن السوداني، وبالرغم من أننا مجموعة من السودانيين المعارضين للنظام في ذلك الوقت، إلا أننا امتعضنا وأحسسنا بأن الفكرة مفبركة، حيث نعلم علم اليقين لا رقيق أو استرقاق في أي بقعة من بلادنا، وأن ذلك عمل منظمات مغرضة وتسعى إلى جمع المال بالإتجار الكاذب عن الدول الصغيرة في العالم الثالث، وبعد انتهاء عرض الفيلم جلست ومعي بعض النشطاء السودانيين مع «جون آبنر» وقلنا له إن هذا الفيلم مفبرك وإنك للأسف لم تعتق رقيقاً حيث لا يوجد استرقاق في السودان، ونحن معارضون ونقول الحقيقة، بل هناك بعض العصابات تحتجز بعض المواطنين من قبائل أخرى وتطالب بفدية لإطلاق سراحهم، ودخل معنا الرجل في مغالطات لم يجد بداً في نهاية الأمر غير القول بأنه قد يكون خدع في ذلك، بل ذهبنا إلى أبعد من ذلك حيث أشرنا له بأن تلك مجموعات قامت بأداء تمثيلية في غاية الروعة للاستيلاء على ما تملك منظمتكم من مال. تلك كانت واحدة من مؤشرات ضعف الإعلام الرسمي وعدم توضيح الحقائق التي دافعنا عنها نحن المعارضون للنظام في ذلك الوقت.