٭٭ كثيرون سألوني إما مهاتفين أو مراسلين لماذا لم أكتب عن قمم الإبداع التي رحلت عن دنيانا طوال الأسابيع الماضية بدءاً من عميد الدرامين الراحل الأستاذ الريح عبد القادر ثم الدبلوماسي المعجون محبة وطيبة وعشق لهذا الوطن الأستاذ سيد أحمد الحردلو ثم كانت الفاجعة برحيل صوت أبن الجروف والسواقي محمد كرم الله قلت لمن سألوني والله أحياناً قد نصل مرحلة من الحزن والألم حداً تشعر فيه أن التعبير عن هذا الحزن بالكلمات نوع من الضبط لأنه أقل بكثير مما بحب أن نقول وحزني على ثلاثتهم كان عظيماً فلم أجد كلمات عظيمة تماثله فآثرت الصمت ريثما يقل الألم في دواخلنا وعندها أفصح بكلمات هي يا دوب «تتاتي» في حوش النحيب والبكاء ولعله من رحمة الخالق علينا أنه وفي عز لحظات حزننا تغشانا سحابة رحمة وتفاؤل وفرحة وهاهو الأستاذ محمود عبد العزيز يرفل في ثياب العافية ليعود إن شاء الله أفضل مما كان بعد وعكة طارئة أحسب أنها أصابت معجبيه ومحبيه في مقتل لكنها اختبرت حب الناس له وأدخلت محمود في التحدي الصعب أن كيف يحاول أن يجتهد ليحافظ على صحته لأن هذه المحنة أكدت له وليس لنا أنه ثروة قومية وأسطورة لن يجود الزمان بمثلها قريباً! ولعله من رحمة الخالق علينا أنه وفي عز لحظات حزننا قد يشغلنا شاغل أو لهو بريء عابر عن التمادي في الحزن كما حدث لي أمس وأنا أستمع لصوت يغني بطريقة الراب قادم من ذاكرة هاتف أبني أحمد والذي كان مندمجاً يردد مع الهاتف ما يغنيه المغني بطريقة «حافظ صم» فاقتربت منه لأطمئن على ما يسمع وقادني الفضول أيضاً لمعرفة ماذا يحمل اللحن الصاخب فأستمعت لشاب علمت أنه أسمه نزار لكن يطلق عليه (أبو النيز) يقدم نقداً لاذعاً لتصرفات الكثير من الشباب وهو يعلمها لأنه منهم وفي سنهم ومؤكد يعرف تفصيلاتها ولم يذكر شاردة ولا واردة من أوليك الذين (يفحطون) بسياراتهم في شارع النيل أو بعض اللائي جعلنا من الشارع عرضاً للازياء مفتوح وكأن شارع النيل تحول بقدرة قادر لهايد بارك كامل الحرية والتحرر وبصراحة أعجبني جداً نضج الشاب وتوجيهه لأغنياته بطريقة بناءة فيها الكثير من السخرية الممزوجة بنقد حقيقي لسلوك لا يعجب الشباب أنفسهم مثلما لا يعجبنا وإن كنت دائماً أثق في أن شبابنا واعي وغير غائب عن الوعي ومدرك تماماً أن هذا البلد لا يبنى الا بسواعد بنيه، عموماً شكراً أبو النيز على هذا الوعي المقدر وكم أرجو أن تتجه وفرقتك لتأليف أغنيات تدعو للفضيلة والعمل والخلق الكريم!! ٭ كلمة عزيزة ٭٭ طالما أن الحكومة المركزية ستقلص من تمددها وتقوم بعملية ربط معدة «لكرشها» المترهل أرجو من الأخ والي الخرطوم أن يحذو ذات الدرب لأن حكومة الولاية بمعتمديها ومستشاريها وضباطها الاداريين أكثر من سكان الخرطوم أنفسهم! ٭ كلمة أعز ٭٭ بصراحة كده الطريقة والنظرة التي ينظر بها الأخ أمجد نور الدين لضيوفه في برنامج الفرقة «12» أقسى وأبشع من نظرة القاضي لحظة نطقه بالحكم يا أمجد يا أخوي براحة على الناس ديل هم أساساً ما ناقصين!!