كلمة (لعبة) في العنوان اعلاه ليست مجازية، وانما حقيقية، ولكنها ليست مجرد لعبة للترفيه وحسب، وانما هى لعبة تربوية وتعليمية، وذلك بشهادة جهات رسمية واكاديمية داخل وخارج السودان، وهى من ابتكار أستاذة رياضيات سودانية أبدعت في هذا العمل التربوي الكبير عندما كانت تعمل في منطقة العين التعليمية بدولة الامارات العربية المتحدة، وهى الآن معلمة متقاعدة ومديرة مركز الهدى الديني الثقافي بحاضرة ولاية شمال كردفان (الابيض) وحتى لا يتسرع القارئ الكريم ويستصحب المحمول السالب لكلمة (لعبة) نستعرض بعض الاصداء التى وصفت هذه اللعبة عندما طرحتها مبتكرتها الاستاذة هدية عطا المنان محمد المستريح، ومن ذلك تعميم مدير منطقة العين التعليمية لكل مدراء ومديرات المدارس الابتدائية والمشتركة بعرض اللعبة على طلاب المرحلة، مشيراً الى ان التربية الحديثة تؤكد على أهمية اللعب، وتعتبره جزءاً من مناهج التربية والتعليم، وفي تقرير فحص للعبة جداول الضرب اعده أستاذ المناهج وطرق التدريس (رياضيات) بكلية التربية بجامعة الامارات العربية المتحدة، أشاد الاستاذ الدكتور عبد العزيز محمد عبد العزيز باللعبة وقال انها تُشَّبع حاجات الطفل النفسية، وتشوقه للتعليم وتعلمه بعض العادات الاجتماعية، مثل قوانين اللعب ومراعاة أدوار الآخرين، وتحقق التعليم الذاتي، والتعليم التعاوني، كما قام عميد كلية التربية بتوجيه لاقامة حوار مع طالبات الكلية خارج الدوام الرسمي، ودعوة الاستاذة هدية للحديث أمام الطالبات خلال المحاضرات. ومن جانب آخر نشير الى ان اللعبة قد تم تسجيلها في مكتب المصنفات الفكرية بوزارة الاقتصاد في دولة الامارات العربية المتحدة، واشادت باللعبة كل من جريدتى "البيان" و"الاتحاد" الاماراتيتين ، وافردتا مساحتين لها ولمبتكرتها الاستاذة هدية عطا المنان. أما في السودان فقد تم اصدار شهادة تسجيل للعبة، من قبل المجلس الاتحادي للمصنفات الادبية والفنية بوزارة الثقافة، وفي ولاية الاستاذة هديه (ولاية شمال كردفان) وجه وزير التربية والتعليم بدراسة اللعبة، وقامت بذلك المديرة العامة لمرحلة التعليم الاساسي الاستاذة عائشة محمد حسين، حيث اشارت الى تدني استيعاب التلاميذ بمادة الرياضيات، واشادت بهذه اللعبة التى وصفتها بالابتكار التربوي الهادف، وابدت سعادتها (بان يكون هذا الجهد من معلمة سودانية تشرَّفنا بعرضه خارج السودان وقد وجد الاشادة والتقدير والتعميم) واضافت (هذا الجهد نثمنه ونقدره ونشيد به ونوافق ونوصى بأن يجد التشجيع والتعميم في مدارسنا) وتزيد قائلة عن هذا الجهد (قطعاً سيساهم في حل مشكلة ظلت تؤرقنا طويلاً، ومن راينا ان نتائجه ستكون سريعة ومثمرة) والآن ما هى لعبة جداول الضرب؟ ونجيب بأنها عبارة عن لوحة تضم 200 بطاقة، وكل بطاقة تحتوي على ناتج عملية ضرب يؤديها التلاميذ في شكل فريقين او فردين، ويمنح الفريقان وقتاً محدداً لفحص اللوحة قبل بداية اللعبة، وبعدها يقوم كل فريق بتغطية جميع مربعات اللوحة ببطاقاته، وعند انتهاء الزمن المحدد تحسب المربعات التى تمت تغطيتها بالبطاقات بعد فحصها والتأكد من صحتها. وتؤكد الاستاذة هدية، والتى تمتد خبرتها في مجال التدريس اكثر من عشرين سنة، ان لعبتها التعليمية ساعدت التلميذات على حفظ جداول الضرب في زمن قياسي بعد ان اقبلن عليها بحماس ورغبة في التعليم، وقالت ان اللعب يساهم في إحداث تغيرات في التكوين العقلي والنفسي والجسمي لدى الطفل، ويؤثر كذلك في سلوكه التحصيلي وتنمية مهاراته، مشيرة الى الآراء التي قدمها العلامة التربوي (بياجيه) والتي حددت دور اللعب في عملية النمو المعرفي، وقبل الختام نشير الى أن هذا المشروع التربوي التعليمي، قد تم إخراجه على قرص مدمج، واشادت بذلك منطقة العين التعليمية بالامارات، ووصفته بأنه جاء مماشياً لاهتمامات هذا الجيل من الاطفال الذي اصبح متشوقاً لنهل المعرفة والتعليم عبر الحاسوب، بعد ان اصبح الحاسوب لغة العصر.. واخيراً ما رأى التربويين والمعلمين في هذا المشروع؟ وهل يتولى والي ولاية شمال كردفان الاخ معتصم ميرغني زاكي الدين وهو معلم قبل أن يكون سياسياً هل يتولى رعاية هذا المشروع؟ وهل تتولى الجهات المختصة في وزارة التربية والتعليم الاتحادية والجهات المختصة الاخرى بالاستفادة من هذا المشروع؟ هذا ما نتمناه .. والله من وراء القصد.