تصوير: سفيان: كان ل(آخر لحظة) لقاء من نوع خاص مع البروفيسور سراج أبشر استشاري أمراض القلب، قلّب فيه ذكريات ليلة زفافه والطرائف التي مرت به خلال مشواره العملي، إلى جانب هذا عرفنا على مساهماته في السودان بعد العودة إليه وكيف عاد ومن هم الذين لعبوا دوراً في عودته، فمعاً نطالع ما قاله لنا: ٭ بروفيسور سراج أبشر في كلمات؟ - محمد سراج أبشر أحمد من مواليد ولاية نهر النيل محلية بربر، درست الابتدائي والثانوي بكلية كمبوني الخرطوم والجامعة بكلية طب وستمنستر بإنجلترا، وكنت أول سوداني تخرج في طب جراحة من جامعة لندن في العام 1970 ومارست الطب السنتين الأولى بالمستشفيات التعليمية بلندن، ونلت التخصص في الطب الباطني 1927 وعضوية الكلية الملكية للطب الباطني، وبعد عامين منحت زمالة الكلية البريطانية للطب الباطني وبعدها دخلت في ممارسة تخصص أمراض القلب في مستشفى «هيرفيلت» مع جراح القلب العربي العالمي مجدي يعقوب، وعملنا سوياً على إنشاء وتطوير مركز القلب الذي ما زال يعمل حتى اليوم، وشاركت مشاركة فاعلة في كل الأبحاث التي أجريت في ذلك المركز بما يخص شتى أمراض القلب الوراثية وأمراض تصلب الشرايين، وكذلك شاركت في التجربة الأولى لزراعة قلب وكانت في بريطانيا، وأيضاً حظيت باختياري كطبيب مشرف على علاج الملك خالد بن عبد العزيز في العام1977 ثم عدت إلى السودان في عام 1979. ٭ ماذا بعد العودة؟ - أولاً عودتي إلى السودان لعب فيها دوراً كبيراً كل من خالد حسن عباس والدكتور محمد عبد العزيز يعقوب بعد غياب امتد عشرين عاماً، بعد عودتي انضممت إلى كلية الطب جامعة الخرطوم ومستشفى الشعب التعليمي منذ عام 1980 وحتى 2011 وكانت خدمة متواصلة دون انقطاع. ٭ مساهماتك في السودان؟ - أولاً ساهمت في تخريج وتدريس ثلاثين دفعة من أطباء السودان واختصاصيي الطب الباطني في السودان هذا من جانب، ومن جانب آخر فإنني قمت بإنشاء أول وحدة عناية مركزة بالسودان بمستشفى الشعب، وكذلك إنشاء أول قسم لقسطرة القلب وأيضاً أول قسم لتشخيص القلب بالموجات فوق الصوتية، كما ساهمت بالبدء في عمل أول قسم حوادث وكل ذلك بمستشفى الشعب خلال فترة عملي بها، وفي عام 1997 وحتى 1999 عملت كرئيس لقسم الطب الباطني بكلية الطب جامعة الخرطوم ورئيساً للجنة امتحانات البكلاريوس، وفي2006-2008 كنت رئيس الجمعية السودانية لاخصاصيي الطب الباطني وقمنا بعمل مؤتمرين وتمكنا من دعوة رئيس الكلية الملكية البريطانية لزيارة السودان والمساهمة معنا في مؤتمر الطب الباطني ونجحت في ذلك وكان حدثاً كبيراً للسودان. ٭ حدثنا عن ليلة زفافك؟ - تزوجت عند عودتي مباشرة في العام 1980 وكان شاهداً على عقد زواجي الأمير محمد الفيصل، وتغنى لي الأستاذ الفنان الكبير أحمد المصطفى رحمه الله، والفنانة حواء الطقطاقة أطال الله عمرها، وكانت ليلة لا تنسى، فأحمد المصطفى غنى لي في الصبحية وكانت بالعود فقط، أما الطقطاقة فغنت في الحنة والجرتق وكان زواجي سودانياً «مية المية» رغم الهجرة الطويلة. ٭ الرياضة في عالم سراج؟ - وأنا طالب بكلية لندن مارست جميع أنواع الرياضة وحظيت بأن أكون كابتن فريق الجامعة لمدة دورتين، وعند عودتي كانت ميولي نحو نجوم المريخ وذلك تأثراً بالخال المرحوم مهدي الفكي، حيث كان عضواً فعالاً في نادي المريخ، والآن ليس لديّ أي ميول ولكن أتابع كل ما يجري على الساحة الرياضية وأشجع بشراسة فريق مانشتسر يونايتد، ومن الرياضات الأخرى مارست الكرة الطائرة وكرة السلة والسباحة والعدو في المسافات القصيرة، والقفز الثلاثي والقفز الطويل. ٭ مساحات الموسيقى لديك؟ - مستمع جيد ومعجب جداً بأغاني الراحلين أحمد المصطفى وعثمان الشفيع، ويطربني صوت الفنانة سميرة دنيا وأحب كوكبة نجوم أغاني وأغاني خاصة أولاد البنا والراحل نادر خضر. ٭ ملاذات آمنة يهرب إليها بروفيسور سراج؟ - الصيد البري وصيد الأسماك، وكذلك زيارة الأقارب لأهمية صلة الرحم وأيضاً أهرب إلى المطبخ، حيث أجيد معظم أنواع الأكل من مشويات إلى أنواع مختلفة من السلطات، كما أنني أهرب إلى حديقة المنزل، فأنا مغرم بالزراعة ولديّ حديقة صغيرة بالمنزل زرعت بها كمية من المورنجا ونحن الآن بصدد تكوين جمعية السودان للمورنجا بمشاركة خبراء سودانيين في شتى المجالات ومؤسسة الأمن الغذائي، وذلك لأهمية هذا النبات وفوائده الجمة. ٭ مواقف ما زالت عالقة بالذاكرة؟ - أذكر أنني كنت جالساً بمستشفى الشعب وجاءني أحد المسؤولين وقال لي إن الرئيس جعفر نميري يطلبني، وبالفعل ذهبت إلى القيادة العامة ووجدت الرئيس يرتدي «عراقي وسروال» ويضع قدميه فوق «بنبر»، وكنت أول مرة أرى فيها الرئيس، وقال لي يا دكتور «أصبعي الكبير ده ما نومني الليل كلو»، فكشفت عليه وكان مصاباً «بالقاوت» وقلت له أنت مصاب بالقاوت، فقال لي: وما هو؟ فقلت له إنه معروف بداء الملوك وشرحت له مسبباته وطرق العلاج والوقاية منه، وما كان من الرئيس في جلسة مجلس الوزراء في اليوم الثاني إلا وقدم محاضرة عن مرض «القاوت» أو ما يعرف «بالنقرس» على خلفية ما سمعه مني، وهذا من المواقف التي لا تنسى. ٭ ختاماً هل الحب داء يصيب القلب؟ - أنا شخصياً أعتقد أنه يستجيب للانفعالات في الحب سواء انفعالات الفرح أو الحزن، فالقلب هو أول ما يستجيب، إما بزيادة عدد الضربات «خفقان» عند الفرح، أو بتقلص وآلام في الصدر في حالة الحزن. وأخيراً كل الشكر لصحيفة آخر لحظة والقائمين على أمرها خاصة الأستاذ مصطفى أبو العزائم رئيس التحرير، وشكراً.