للعدالة ميزان ... إذا اختل تظالم الناس وتباغضوا ومن أسماء الله تعالى العدل...وكل الدنيا تفنى وتتقاتل من أجل الظلم والبحث عن العدالة...فهي قيمة كبيرة تشفي الصدور أو توغرها...تحقق الرحمة والاتزان وترسخ لمبادئ قوية ودعامات ثابتة...وتمنع علل القلوب من الكراهية والحقد والحسد...والرغبة في الانتقام..بالتالي تستقر النفوس وحتماً سيؤدي هذا إلى استقرار المجتمع ككل(ففاقد الشئ لا يعطيه)..! ووزارة العدل( اسم كبير لقيمة عظيمة...لا يعرفها معظم الناس..وكرسيها لا يحتمل شئ سوى العدالة) على إطلاقها...بلا انحياز أو مجاملة أو اغراض دنيوية لمن يعمل لأجل الدار الفانية...والتي لن تزول بمرور الايام ولا تنتهي بالموت... وقد جلس على كرسي وزارة العدل رجل نزيه...زاهد يخاف الله...ويتقي الشبهات ولا يخاف في الحق لومة لائم.. لايحابي صديق ولا زميل..يشهر ميزان عدالته الذي لا ترجح كفته إلا مع المظلوم.(محمد بشارة دوسة) رجل بسيط من بيئة متواضعة إلا أنها غنية بالقيم والمثل...التقيته أول مرةٍ وكان المسجل التِّجاري العام اثناء تحضيري للماجستير في قانون الشركات...بابه مفتوح وذهنه اكثر إنفتاحاً لا يبخل بمعلومة، أو أي مساعدة، عفيف النفس واليد..وحين جلس على كرسي العدل الزَّاهد فيه ...القائم بأمرِّه حد التطرف ظل نصيراً للمظلومين وقبلةً لهم ...شدَّ رحاله مؤخراً، وانتقل من مكتبه الفاخر..بالوزارة إلى مكتب الثراء الحرام..وفتح الباب على مصراعيه(لقاعدة من أين لك هذا) والتي تجعل التماسيح تأبى القيف، وقال لابد أن يقدم المسؤلون والدستوريون شهادة إبراء الذِّمة المالية...ووجه المواطنين بالتبليغ عن أي حالةٍ مشبوهةٍ للثراء غير المعروف مصدره وتعهد بتقديم من لا يستطيع إثبات مصدر ماله إلى المحكمة أو التحلل...لتوجيه هذه الأموال للمرَّضى والمحتاجين.. ضربة معلم ياأيها الرجل العادل يحتاجها المواطن حتى لا يشعر بالظلم والغبن... أبدأ بالتجار الذين اثروا ثراءً فاحشاً على حساب الكادحين دون أن يطرف لهم جفن...!! ولا أقول كل التجار بل بعضهم...!! زاوية أخيرة: يذكرني «مولانا دوسة بالعدل العمري» والخوف من سؤال الله له يوم القيامة عن كرسيه ومنصبه.وماذا فعل للناس بموجبه حتماً سيكون من الذين يجيبون على السؤال!!!