وما زلنا مع مولانا دوسة.. وله التحايا.. والأماني بالنجاح والتوفيق.. في معركته الضارية التاريخية.. وهو يستظل تحت ذاك العلم الرهيب والراية المهيبة وهي تحمل كلمات بارزة بالأحمر القاني والسؤال المدوي «من أين لك هذا».. وكنا بالأمس مولانا.. قد أوصيناك بطريقة وطريق النجاح المستمدة من الإخوة في البرازيل وهي طريقة الهجوم الكاسح.. واليوم نضع لك بعض التفاصيل وطريقة التنفيذ في الملعب.. ولك نقول.. أولاً ولأن الطريقة تعتمد على الهجوم.. يجب أن يكون هناك مثلث للهجوم.. رأس المثلث هو الرمح وقلب الهجوم والذي هو أنت شخصياً.. أما قاعدة المثلث هي أن تصطحب معك ملف الأراضي- أراضي الخرطوم- يكون هو «إنسايد يمين» ليجهز لك ملفات كل الأحياء المترفة شرق الخرطوم لا يستثني مدينة.. بحيث تكون الرياض والمنشية.. وقاردن سيتي.. والفردوس.. وكل تلك الأحياء المترفة التي نهضت فيها من وسط الركام تلك الدور الشاهقة التي ينبض قلبها بالحدائق المزهرة.. والأشجار المثمرة.. وسبائط التمر على هامات النخيل.. و«تصدق» يا مولانا- قيل- إن بعض تلك القلاع يتوسط أحشاءها أحواض السباحة التي تفيض بالمياه البلورية العذبة التي يكافح دونها الأحبة في فيافي وبيد وصحارى إخوتنا في الأقاليم بحثاً عن مياه ليست مثل صفاء تلك.. بل تتهلل أساريرهم إن وجدوها مختلطة بالروث والطين.. وحتى لا تأخذ الناس بالشبهات.. وحتى لا تتوه في منعرجات الدروب.. بل حتى لا «يروح لك الدرب في الموية».. يجب أن يحصر لك «ناس الأراضي» والتخطيط العمراني فقط كل القلاع التي نبتت وانشقت عنها الأرض في الثلاث وعشرين سنة المنصرمة.. وعليك التركيز- في هذه المرحلة- على قلاع وعمارات الدستوريين والوزراء والتنفيذيين فقط.. ولا بأس من توسيع مظلة «السؤال» ليشمل الزوجة والأبناء والأصهار حتى لا يفلت أحد من سؤال.. أما «الإنسايد الشمال» هو «مقاول» ماهر شجاع وأمين.. يعرف كم «حبة» رمل في عمود الخرصانة.. ليجيبك عن السؤال.. كم كلفت هذه العمارة بعد ساعة من استنطاق «آلته الحاسبة».. وهذا «الإنسايد الشمال».. ما كنا نود أن يكون في خط الهجوم.. لولا كلمة مثيرة للجدل.. قالها عبر حوار صحفي شيخنا الدكتور محمد مندور المهدي.. فقد قال الرجل عندما تحدث الناس كثيراً عن الفساد وكيف أن بعض المسؤولين قد شيدوا دوراً متعددة الطوابق.. قال الدكتور.. إن أي وزير إذا بقي في الوزارة لمدة خمس سنوات وكان راتبه خمسة ملايين جنيه «بالقديم طبعاً».. يصبح قادراً على بناء ذاك المنزل.. نعم نحن لسنا مهندسين ولا مقاولين.. ولكن بين أذننا اليمين وتلك التي في الشمال قد وضع الله في جمجمتنا «مخ».. وصحيح نحن لم نمت بعد ولكن كم «شقينا» من مقابر.. وبذلك نحن نقسم برافع السماء بلا عمد.. إن أي مواطن كان وزيراً أو «زول ساي» استمر في أي وظيفة.. وبراتب خمس ملايين جنيه ولمدة خمس سنوات.. وظل هذا المواطن أو المسؤول.. لا يأكل ولا يشرب ولا يصرف من المرتب مليماً أحمر.. لن يستطيع شراء أرض أو بناء منزل غرفتين وسور بالطوب الأحمر ومنافع وسقف من «الزنك».. إلا في مجاهل أمبدة.. أو أحراش ود نوباوي أو أصقاع الكلاكلات.. لذا كان لزاماً علينا أن نزودك في خط هجومك بذاك المقاول.. حتى يقطع باليقين كل ذرة من شك. بكرة نضع اللمسات النهائية للخطة وهي عبارة عن أسهم نرسمها أيضاً بالأحمر حتى ندلك على أماكن المظان وظلال الشبهات.. ولكن قبل ذلك نسألك سؤالاً محدداً.. فقد صرحت بالأمس تصريحاً قد أزعجنا كثيراً.. بل أحدث بلبلة في «أمخاخنا» حين قلت إن من ثبت عليه الثراء الحرام نخيره بين استرداد المال أو المحاكمة.. سؤالنا إذا وافق ذلك على استرداد المال الحرام.. هل يبقى في موقعه مواصلاً أم يغادر موقعه مع أمنياتكم له بالسلامة..