اسمي في الأصل أحمد علي بدر الدين وكانت والدتي تدلعني باسم «حمدي» وتقول لي إنت «حمدي لله».. وعندما قدمت للإذاعة وتم قبولي قالت لي ما تكتب اسمك الحقيقي، ومن ذلك اشتهرت باسمي الإذاعي حمدي بدر الدين، وأنا من مواليد الشجرة، ومن ثم انتقلنا الى الخرطوم غرب، وفي صغري درست في خلوة الشيخ محمد بابكر وحفظت كتاب الله، وذلك ساعدني في حياتي العلمية، وبعد ذلك دخلت في مدرسة الخرطوم شرق الأولية، ثم الثانوي، وعملت مدرساً بالثانوية، والتحقت بالجامعة، حيث درست آداب لغة عربية في جامعة القاهرة فرع الخرطوم، وبعد تخرجي قدمت في اختبارات الإذاعة وتم قبولي فيها، حيث كنت متميزاً صوتياً ولغوياً، لأن حفظي للقرآن كان عاملاً مساعداً، بدأت في هذه الفترة بالإلمام بكل القنوات الإذاعية. أحب الموسيقى الكلاسيكية ولدي مجموعات كثيرة من الموسيقى الكلاسيكية الأجنبية، وأعشق قراءة الكتب خاصة الكتب الانجليزية والمجلات الأدبية، فأنا أعتبر الموسيقى والقراءة ملاذي الذي ألجأ اليه عند الفراغ، وأحب الزهور، فقد كان لدي أجمل حديقة للزهور، وكنت رياضياً ممتازاً، فقد حصلت على شهادة التفوق الرياضي، حيث كنت بطلاً في لعبة الكرة الطائرة والقفز بالقناية، وأحب اللعبة الحلوة واستمتع بمشاهدة مباريات كرة القدم الجيدة. من هواياتي السفر للمناطق الريفية، والسفر داخلياً، ووجودي في الإذاعة مكنني من السفر الى معظم أرجاء السودان الشرق والغرب والشمال والجنوب، ومن تجاربي المهمة كانت الإذاعة كل عشرة أيام ترسل فرقة فنية من كبار الفنانين لتقيم حفلات في جوبا وملكال، وقمنا بإنشاء أول إذاعة في الجنوب «إذاعة جوبا» أحب الاستماع الى الموسيقار محمد الأمين، والفنان وردي رحمة الله عليه، والكاشف وأبو داؤود، من الشباب نادر خضر وتغنى في زواجي الفنان ترباس وعثمان حسين وأحمد الجابري. ومن القنوات المفضلة لدي قناة الشروق، والنيل الأزرق، والقناة السودانية، والخرطوم، ومعظم متابعاتي للفضائيات الإخبارية مثل الجزيرة- والعربية- والسي ان ان، ومن الإذاعات استمع لإذاعة البيت السوداني، وأحياناً للإذاعة القومية، وبهرب من إذاعات الFM ففي رأيي كإعلامي أن هذه الإذاعات أسست من غير هدف ولا رسالة لتوصلها، ولا يوجد بها فائدة للمستمع فأي جهاز إعلامي لابد أن يكون لديه هدف يوصله للمتلقي وأن اللغة العربية تقتل وتغتال فيها. أعتقد أن هناك أصواتاً إذاعية جديدة متميزة، ولكن أنا أعيب على كثير من الفضائيات المحلية، أنهم يكثرون من الكلام، فالفرق بين الإذاعة والتلفزيون هو الصورة، وأي برنامج في التلفزيون يجب أن تصاحبه صورة، فليس من سمع كمن رأى، وحتى بعد تطور الاتصالات وثورتها ظلت البرامج ضعيفة. لدي رسالة للإذاعيين لا يجب أن يوضع أي برنامج في خارطة الإذاعة والتلفزيون إلا عند وجود هدف، ومعرفة من هو المتلقي، وأن تلائم الرسالة وتتناول مشاكل المواطن، وأن يكون التخطيط ركيزة أساسية في الإذاعة والتلفزيون لكي تتولد منه البرامج- كل على حسب وقته- فالتنسيق مكمل للتخطيط. من المواقف الطريفة التي حدثت في حياتي عندما كنت في برنامج «فرسان في الميدان» طرحت سؤالاً في البرنامج، وكان من هو الزعيم الافريقي الذي يتحدث سبع لغات ويعتبر من حكماء افريقيا؟ وواحد من الحاضرين رد وقال لي: الرئيس نميري، فرديت عليه «يا راجل استحي» فضحك كل الجمهور. الوجبات المفضلة لدي: القرع والمصقعة والويكة. زرت العديد من المدن العربية والأوربية والمحلية، ولكن هناك مدن عالقة في الذاكرة، فمن داخل السودان «بورتسودان، والنهود، ونيالا، ودنقلا»، من الخارج القاهرة، والاسكندرية وتركيا، وذهبت الى الأندلس مخصوص لرؤية الآثار الإسلامية، وأعجبتني مصر، أسبانيا، والمنامة في البحرين، وأي مدينة لها جمالها الطبيعي الخاص بها، أحب في امريكا فصل الربيع، لأنه يكون فيه مهرجان الألوان، حيث تصبح كل الدنيا ألوانا