قال الرجل ميسور الحال لأحد أقربائه في التلفون أنا جهزت «كيس رمضان» بأعداد كبيرة لأهلنا في البلد و «دايرك تجيء» علي في المكتب ، لنحدد أسماء المحتاجين من الأهل. ضحك قريبه وهو الذي جاء للخرطوم حديثاً قبل عشرة أعوام فقط .! يا أخي الحكاية ما دايرة تحديد رسل من طرف وأبدأ بي أنا وضحك الاثنان وهو هنا الضحك الذي يشبه البكاء انها تراجيديا الحزين والواقع وبلغة المسرح« الكوميديا »السوداء!! ربما تبدو هذه الحكاية استهلالية او« فرشة » للحديث عن أحوال الناس ومعاشهم وربطها بقيم الخير والتكامل والتي تبدو أكثر في رمضان حيث يتسابق المسلمون لفعل الخيرات والتقرب بالطاعات ومساعدة الفقراء والمحتاجين فما أحوجنا في هذا الشهر الكريم الذي نستظل بظلاله الوارفة وأيامه الندية العطرة وروحانياته التي نحتاجها وسط هذا الجو المادي الذي نستشنقه في هذه الحياة التي باتت تقوم على الصراع والتجاذب حول (القروش) التي جعلت الناس يلهثون .. ويلهثون «ككلاب الحر» التي لا تجد ظلاً ولا مقيلاً . ü فأهلا بهذا الظل الظليل الذي يعيد لنا بعضاً من توازننا وبعضاً من إيماننا وكثيراً من انسانيتنا المسلوبة على بساط الجشع و الطمع والصراع والنظر للذي في «يد الناس». رمضان موسم للخير وموسم للطاعة وللعبادة ومع ذلك دعونا نستشف مباديء ومقاصد هذه الشعيرة ونجعل منها مسيرة وهدى في مقبل كل أيامنا.. يجب أن يبدأ كل منا بنفسه ويقهرها على فعل الطاعات والنأي بها عن درب المعاصي وأن نجعل أيامنا كلها «كيس رمضان» فنعطي من حولنا بما جاد الله لنا به من توسعة وبسطة في الرزق - نتفقد الجائع والعاري والمريض والأيتام والمحتاجين والغارمين وما أكثرهم في مجتمعاتنا وبيوتنا..! نعم كيس رمضان ليس لشهر واحد ولكنه في كل أيام السنة فلنجعل حياتنا كلها أكياساً رمضانية قائمة على المحبة والتعاون والتعاضد ومد يد العون للفقراء والمحتاجين منّا..!! وتقبل الله صالح الأعمال وتصوموا وتفطروا على خير وننتهز هذه السانحة لنزجي بتحية خالصة لقراء هذه الزاوية على وجه الخصوص وآخر لحظة على الوجه العام بمناسبة حلول هذا الشهر الكريم أعاده الله علينا وعليكم باليمن والخير والبركات وتحية خاصة لكل الذين هاتفونا وأرسلوا لنا رسائل sms الظريفة والأنيقة وكذلك الكروت والهدايا التي وصلتنا وكل هذه و«سائط» وجسور معبرة عن أشواق وأحاسيس راقية تربطني بكم أحبتي، وأهلاً بالتواصل الإنساني الشفيف مع أحبتي وأهلي وأصدقائي وقرآئي الأعزاء . وتحية خاصة لكل الذين« نسو» أو «تجاهلوا » تحيتنا وكل عام وأنتم وبلادنا بخير.