كنت أفكر في القضية التي أخترتها لمقال اليوم وهي قضية الحوار مع قطاع الشمال أو بقايا الحركة الشعبية في الشمال ويبدو أن وجودهم في الشمال مقصود به تحقيق المثل القائل (سهر الجداد ولا نوموا) أو خميرة عكننة فهم من كانوا يقودون المعارضة ضد النظام وهم جزءً منه وشركاء باتفاق شهده كل العالم.. فعقار والحلو وعرمان يمثلون كيان تجاوزه الزمن فالحكومة قد فاوضت الحركة الشعبية التي كانت متمرده وانهت معها أطول حرب في المنطقة. وتمت بموجبها تنفيذ خطوات كثيرة وكبيرة على رأسها الأستفتاء الذي أدى إلى إنفصال الجنوب وبعد أن أحست الحركة الشعبية أنها ستخرج من شمال السودان بدأت تتململ وتستخدم ولاة الجنوب الجدد الذين يتبعون للحركة الشعبية فوجدت أن لديها والياً واحداً يجلس على كرسي النيل الأزرق وبدلاً من أن يستثمر الوقت والمال لإكمال الاتفاق!! فإنه كان يعد للحرب ويجهز لها وهو يجلس في كرسي الحكومة ثم جاءت الخطوة الثانية انتخابات جنوب كردفان وأعلنت وقتها تحذيرات من حرب في جنوب كردفان إذا لم يفوز الحلو في الانتخابات وبعد أن فاز أحمد هارون حدث ما هددوا به وبالمناسبة كان ذلك في المنطقتين بالتتابع وكلاهما استهدف عدم قيام المشورة الشعبية ثم ظهر عرمان في السطح ذلك الرجل الذي(ريستو) الحركة الشعبية وضحت به وبعدها وضعته في خانة قائد المناكفات لتزيد مكاسبها منه وهاهو يقدم خدمة جديدة للجنوب والغرب وهو إدخالهم في المفاوضات وهم يعلمون أنهم مرفوضين والشعب لا يحبهم ولن يقبلهم لأنهم قتلوا أبناءه وشردوا إنسانه بدون أسباب مقنعة أو مبررات ولقد سألت سؤالي الذي بدأت به المقال هل يقود الحكومة للتفاوض مع قطاع الشمال(عشان زول واحد) وتنسى وتتنأسى أن نفس هذا(الزول) لا يحفظ العهود، ولا المواثيق... سادتي (من جرب المجرب حصلت عليه الندامة).