من أجمل الأغنيات عن الكذب نص لا تكذبي للفنانة نجاة الصغيرة والتي أبدعها الراحل كامل الشناوي ، وهناك أيضا أغنية حلوه وكذابي يا نور أحبابي والأكذب منك حضرة جنابي لوديع الصافي ، وفي النص الغنائي السوداني لم ترد كلمة الكذب كثيرا وإن لم تخني الذاكرة الكاذبة فهي ربما وردت في نصوص قليلة منها أغنية الراحل محمد وردي في نص شيخنا إسماعيل حسن « حديثك لي حقيقه أنا وللا كضاب « إلى آخر النص ، ربما لم يتم تداول كلمة كذب في النص الغنائي السوداني كثيرا ، لأن الشعراء يا عيني عليهم كانوا يدركون بالحاسة السادسة أن الحراك السياسي إبن الذي والذين حافل بسيناريوهات ما انزل الله بها من سلطان عن الكذب ، ففي كل العهود منذ إستقلال السودان وحتى العهد الراهن ظل الرؤساء والقادة والزعامات والفاعلين في الحراك السياسي يستغلون الغلابا بمخدر لذيد وفائق النكهة إسمه الكذب ، كل حكومة تتشدق أنها سوف تجعل السودان جنة الله في أرضة وكم هتفت حناجر وأدميت كفوف من التصفيق لهؤلاء الملاعين والذين لم يطال السودان منهم لا بلح الشام ولا عنب اليمن ، وظل حال الوطن كما هو ، وكلما تمضي السنين يكتشف الناس مدى الكذب الذي كانوا يعيشون تحت ظلاله الحارقة ، وفي كل عهد من عهود الحكومات يترحم الناس على العهد السابق ، وهكذا تمضي الحياة في السودان كذب في كذب أقصد كذب ، ويقال في هذا أن السياسة هي قمة فن الكذب ، والسياسي الذي لا يكذب أما أن يكون مغفل كبير أو رجل دهل من العيار الثقيل، حتى أصحاب اللحي من الفاعلين في الحراك السياسي يكذبون وتنطلي كذباتهم على الغلابا من خلق الله ، أما في الشأن الإجتماعي وما أدراك ما الشأن الإجتماعي فإن مواقع التواصل الإجتماعي حافلة بالمنغصات والمبهجات ، لكن أكثر ما يميز هذه القنوات الكذب على عينك يا تاجر ، الرجل أبو شنبات يكذب ويفك « ركب « بضم الراء وفتح الكاف ويصور نفسه أنه إنسان خلوق ووسيم وذو مركز مرموق ويصنع من نفسه أعجوبة زمانه ، وفي نفس الوقت فإن المرأة تفقع في اليوم الواحد حينما تجلس أمام جهاز الكمبيوتر مليون كذبة معتبرة ، تكذب في إسمها ، تكذب في عمرها ، تكذب في كافة خصوصيات الشأن الإجتماعي ، وفوق ها كله تجدها يا عيني تمثل دور العاشقة الولهانة للمئات من الطراطير المعجبين وتخرج من حديقة أبو شنبات وتدخل إلى حديقة علان وفلان ، وهكذا تدور الدوائر ، ربما تجد من تسمي نفسها هاله أو سحر أو ميسون أو فاطمة أو سارة أو شيء من هذا القبيل يعني بالمفتشر العقربة تتلون حسب مجريات الأحداث ، ويتواصل مثل هذا المسلسل السخيف ربما لسنوات طويلة تفقع الكبد والفشفاش والمرارة ، أصحا يانايم .