ينتقد الناس برامج القنوات الفضائية المحلية ويكيلون لها.. مقارنة بقنوات عربية مثل قناة «الحياة» بفرعيها.. وكل هؤلاء النقاد أيّاً كان موقعهم لاينظرون إلى واقعهم.. فإن كان هؤلاء النقاد من أي فئة.. من المحامين مثلاً فإذا نظروا إلى أوضاعهم وهل هم مثل نظرائهم في الدول العربية هل نقابة المحامين مثل نقابة المحامين المصرية.. كذلك الأطباء.. المعلمون.. الصحافيون.. هل يمكن أن نقارن صحيفتهم بالأهرام مثلاً.. ربما لأنني من المساهمين بقدر ولويسير في «العملية» أود أن أدافع.. وأعرف أنني أضع نفسي في بؤرة انتياش السهام لي.. لكن دع النصال تتكسر على سابقاتها.. يجلس المواطن السوداني أمام التلفزيون وبقربه الريموت كنترول.. إن لم تعجبه البرامج فلا يكلفه ذلك سوى إدارة الريموت كنترول إلى محطة أخرى لكنه يصر على أن يحضر هذه البرامج المملة.. فعليكم الله هسه مملة البرامج ولا ممل البحضر البرامج المملة.. أها يحضر البرامج الدينية.. وبرامج الأطفال.. والرياضة.. وطبق اليوم.. وبريد المشاهدين.. وبرامج الواعدين.. وريحة البن.. وريحة الشاي.. والأخبار.. ومايطلبه المشاهدون.. ويريد أن تعجبه كل هذه البرامج.. يقارن كرتوننا بتوم أند جيري.. ونقل مباريات كرة القدم مثل نقل قناة الجزيرة والنيل سبورت.. ويكون خالفاً كراع على كراع وهو يحضر برامج مملة وسخيفة ولاتستحق المشاهدة.. أغاني وأغاني بقى بايخ.. سيبو أمشي لى زورق الألحان.. محمد الأمين بقى كتير.. أمشي شوف الدلوكة في قون.. أما تلفزيون السودان والخرطوم يعلم الله ماشفتهن.. شفتو ضعف موقفي وأنا بدافع.. هسع كان طلع إنهم فعلاً قدموا برامج مملة أنا أودي وشى وين! بعدين بيني وبينكم في أصوات عجيبه غنت.. وفي حناجر مشروخة قدمت.. وفي ديكور بلدي جداً.. وفي إضاءة معتمة جداً.. وفي خفة دم مصنوعة.. وفي شعر دُراب.. وفي نكات بدل تضحك تبكي.. وفي مواقف تفقع المراره.. ومرارات تتلف الأعصاب.. لكِن كمان القصة فيها إمكانيات وصرِف.. وبرضو مدخلات الإنتاج زادت زي مابتزيد على ورق الصحف والأدوية وصحن البوش.. فعلى قدر قروشك تصنع برامجك.. والغالي غنو فيه.. والرخيص بي رخصتو.. زمان كان الراجل لما تقفل معاهو بتفشى في مرتو والحكومة.. والمرأة لما تقفل معاها بتدق أولادا وبناتا.. هسع بقى الراجل لما تقفل معاهو بتفشى فى مرتو والحكومة وبرامج التلفزيون.. والمرة لما تقفل معاها بتدق وليداتا وتدق روحا بمشاهدة برامج التلفزيون.. ثم النقد ده الداعي ليهو شنو والإعلانات هي سيدة الموقف البرامج ذاتا بقت إعلانات.. لوعشوشه ست الكسرة.. دايره تسوي برنامج ماعليها إلا ترعاهو وتراعي القناة وتجيب نجم كبير يقدم يجيب نجوم كبار.. يقعدوا حول صاج الكسرة .. والديكور بُخسه عجين وقرقريبه وطايوق مرسوم في لوحة مضيئة.. والنجم يجاوب على أسئلة فلسفية عميقة مثل اتخيل العالم بدون كسره بكون كيف؟ ولماذا تغلب الكسرة الشجاعة.. وبنتذكر طعم كسرة الوالدة؟.. وفي النهاية يسأل النجم المدام بتعوس؟.. ويصيح مقدم البرنامج وتعوس ليه وفي كِسرة عشوشة.. ويردد الصدى عشوشه.. شوشه.. وشه.. شه.. شه ..