.. في بلدنا دي ممكن أي شيء يحصل فجأة من غير سبب وما تسأل وتقول ليه وعشان شنو.. يعني مثلاً عزّ السخانة ممكن فجأة تنزل مطرة والدنيا تبقى غيم والجو همبريب وما تعرف ده من شنو وسببو شنو؟.. أو يحصل العكس وبعد مطرة كاربة فجأة الدنيا تسخن وما تعرف محل تدخل وبرضو ده سببو شنو ومن شنو ما في زول عارف؟.. أو تمشي السوق تشتري كيلو الطماطم بي عشرة جنيهات بكرة تلقاه بي خمسة وعشرين وبعده بي اتناشر ما تسأل من السبب ولا تقول ده من شنو؟.. ممكن عادي تقوم الصباح تلقى «أخوك» الاتعشيت معاه وهاك يا قرقراب بالليل الصباح لاوي بوزه شبرين ومستعد يعمل معاك شكلة وبرضو ما تسأل تقول من شنو والسبب شنو؟.. لكن الداير يجنني ويطير برج من نافوخي هو برامج الفضائية السودانية في عيد الفطر قبل أسبوع من الآن.. وكل من يعمل في الوسط الإعلامي عارف كيف وبأي عقلية يفكر القائمون على أمر التلفزيون.. وما أظن في زول فينا ناسي «الشبكة» التي كانت تغطي اليدين والرقبة لبطلات المسلسلات المصرية والمبرر وقتها كان أن التوجه الإسلامي والحضاري هو من يفرض ذلك.. وأول الملتزمين به يفترض أن تكون الفضائية السودانية بصفتها الفضائية القومية للبلد.. ورغم أنه كانت لنا آراء واضحة حول «التزمت» المبالغ فيه إلا أننا احترمنا وجهة النظر هذه وقلنا خلاص ده توجه بلد وعلينا أن نمتثل له.. لكن ما يقدر ما اسأل وأقول ده من شنو وسببو شنو والفضائية السودانية تفتح أبوابها بالأحضان للفنانات والفنانين.. وعند الفنانات ديل خلوني أخت خط أحمر وأسأل ما الذي تغير في حنان بلوبلو مثلاً.. التي هضم حقها طويلاً وظلمت بأن قفلت أمامها أبواب الفضائية السودانية.. ووحدها أنصفتها الفضائيات الخاصة.. لتعود ذات الفضائية وبعد أكثر من عشرين عاماً لاستضافتها!.. حاجة ثانية تصر الفضائية السودانية على أن تلزم مذيعاتها بالحجاب في حين أنها استضافت فنانة لا داعي لذكر اسمها شعرها «يهفهف» وبكامل مكياجها الصارخ.. فهل التوجه الحضاري ملزم للمذيعات وغير ملزم للمضيفات ولو الحد الأدنى منه!! .. على فكرة أرجو ألا يفهم أحد أنني ضد أن تفتح الفضائية السودانية أبوابها لكل المبدعين والمبدعات لكن من حقي أن اسأل ما هو السبب في هذا التحول والتغيير؟.. وهل القبضة الحديدية السابقة كانت قبضة أشخاص حلت وارتخت لابتعادهم عن صناعة القرار داخل التلفزيون؟.. أم أنه توجه دولة هناك شيء غامض غير من قناعاتها!!.. لكن إن كانت الفضائية السودانية تظن أنها بهذا العقل ستسرق الأضواء من النيل الأزرق مثلاً.. فدعوني أقول إن هذا مفهوم خاطيء.. لأن ما يجذب المشاهد ليست فقط الثياب الجميلة ولا الضفائر السوداء.. ولكنه المنتوج الفكري والأدبي المحترم الذي يستفيد منه المشاهد دونما تقليد أو تكرار!!.. في العموم سأنتظر الإجابة على سؤالي ده من شنو وسببو شنو.. وإن شاء الله يكون من أبحث عنده عن إجابة هو ذاته فاهم حاجة. ٭٭ كلمة عزيزة .. إذا كانت النيل الأزرق مصرة على برنامج مساء جديد فهذا ليس بأي حال من الأحوال نجاح للبرنامج.. بل هو فشل للقناة إن لم تبتكر فكرة جديدة.. وفشل لينا نحن زائد القاعدين نعاين ليه. ٭٭ كلمة أعز .. لن أستبعد بعد اليوم أن أشاهد على الفضائية السودانية الفنانة «.....» بكامل رقيصها وتمايلها وسلملي على المشروع الحضاري!