ذات نمة حبر دلقه قلمه السيال طلب الدكتور كمال حنفي صاحب العمود المستطاب من أصدقائه كافة ان يتصلوا به على ذات رقمه الذي فقد الجهاز الحامل لشريحته وعقد كمال مقارنة بين ميدان جاكسون وكافة الميادين ذكرَّتني برواية «غرام في سوهو» التي كتبها «كولن ويلسون» الذي ملأ الدنيا في السبعينيات بمؤلفيه المنتمي واللا منتمي وكنت أول اصدقاء كمال حرصاً فقد اتصلت به معزياً لا في الجهاز بل في الأرقام العزيزة التي تحمل عطر الأحباب لكنني وفي ميدان آخر لا يقل عن ميدان جاكسون ولا تلك الميادين التي شهدنا من خلالها فلم الباطنية ومسلسل الحرافيش ذهبت لسوق الصحافة شرق وهو كما يبدو سوق يكتظ فيه امهر سارقي الموبايلات فقد كنت اتحدث مع شقيقتي اثناء وصولي لذلك السوق ثم وضعت الموبايل بعناية جوار الجيب المطل على قلبي من شمال لبسة «العلا الله» الذي يتزيا به أنصار الامام المهدي وبعض الاعضاء السابقين من حزب الامة الذين كونوا أحزاباً خاصة بهم كحزبي الذي لا يقبل أي عضوية فرئيسه أنا وأنا عضويته وجمعيته العمومية، وقد توصلت لاحقاً الى ان هذا الحزب من اكثر الاحزاب في العالم ديموقراطية لان مؤتمره العام منعقد على مدار اليوم! ويأخذ بأراء كل المجتمعين الذين هم أنا! إنتهز اللص الماهر فرصة إنعقاد اجتماع طاريء للحزب بسوق الصحافة شرق وكان الحزب ماشياً على قدميه ورغم ان هذه الطريقة مخالفة لهيئة المؤتمرات التي من أهم خصائصها جلوس الأعضاء إلا ان حزبنا يرى انها تقليداً رومانسياً، ولأنه حزب حداثي وآحادي فإنه لا يتغير بالأشكال التقليدية للاجتماعات والمؤتمرات والمخاطبة، إستفاد اللص من هذه الخاصية، وتسللت أصابعه بمهارةٍ على يسار «العلا الله» واستل الموبايل من خدره بطريقةٍ جراحيةٍ عذبة دون بنج موضعي وهكذا فقدت أكثر من ألف رقم من مؤتمر واحد! ففي تلك اللحظة كنت أريد الإتصال بأختي التي كنت أحادثها أثناء إنعقاد المؤتمر فلم أستطع لانها ضاعت في المجاهيل التي غيب فيها اللص موبايلي! توجهت لميدان مغاير ميدان «زين عالم جميل» واستخرجت الشريحة واشتريت جهازاً جديداً، وبدأت انتظر الرنين لأسجل الأرقام من جديد فيا أيها الأحبة إتصلوا بي من كل شوارع الكرة الأرضية كي أحول أسماءكم الى أرقام وأسمع أصواتكم التي إستعذبها.