للأسف الشديد إن إيماني بالحرية أولاً.. وإيماني بالتوعيه والتبصير ثانياً.. يجعلني أقف ضد قرار منع استخدام التبغ في بلادنا حتى لواتفقت مع الزميل مصطفى أبوالعزائم بإنه إفساد.. أنا مع منع التدخين في الأماكن العامه.. والصالات.. والبصات على غرار ماأصبح متبعاً في معظم دول العالم المتقدم ولكن إستصدار فتوى وتقرير المنع إتكأ على قرار ديني صارم.. وقِبلونا ورِضوخنا لهذا الأمر يفتح باب لقائمة منع طويله.. فكل من لاتعجبه ظاهرة ما.. فيما يتعلق بالزي مثلاً يمكن أن يتكيء على فتوى ثم يصدر قراراً بالمنع ثم يتمدد المنع ويدخل في السياسه وينبري وعاظ السلاطين لإستصدار محرمات سياسيه قد تصل إلى تحريم أشكال المعارضة ووقفات الإحتجاج.. فتُحرم المظاهرات لأن فيها إختلاط بين الرجال والنساء.. ثم ماأسهل المحاربة عبر القوانين فالخمور مثلاً ممنوعة ومحرمة ليس بفتاوى بل بنصوص قرآنية.. لكن رغم ذلك يحصل الناس على الخمور.. بل أصبحت خموراً مسمومة بمايدخل فيها من مواد كيماوية وطرق غش مسببة للموت عديل كده.. وهنالك حالات لمن ماتوا بسبب خمور مغشوشه بمواد سامه.. ومع ذلك لم تتوقف ظاهرة شرب الخمر.. فلو تم منع السجاير والتمباك سيتحول إلى تجارة سرية وتزيد أثمانه.. وتزيد تكاليف الرقابه والمنع والضبط والكشف.. وقد نضطر إلى عمل وحدة شرطة لمكافحة التبغ.. وبذلك نزيد ترهل وزارة الدَّاخليه.. كنت ضد قرار منع الشيشه في المحال العامة.. لأنها أصبحت مدخلاً سياحياً.. ثانياً هي بهار المقاهي.. وهي ذات طقوس ولاتمنع في كثير من الدول الإسلاميه.. وأنا لاأحبها حقيقةً وهي ضارةٍ بالصَّحة.. ولكن نحن حتى في طعامنا نستخدمها ضد الصحة.. فنأكل الدِّهون فتسبب الكولسترول.. نأكل اللحوم بشراهةٍ فتسبب لنا « القَاوت» .. نفرط في تناول السكر فنصاب بالسُّكرى، كذلك في الأملاح فنصاب بالضغط.. فهل تمنع إستخدام الدِّهون والسكر والملح واللحوم لأنها تسبب الأمراض.. هل هناك أسوأ من أكل اللحوم نيئه فيما يسمى ب (المراره وأم فتفت) ..؟ .. وتكون حرمتها متاحة.. إذ هي لحوم نيئه.. ولدينا (كلب) في البيت لايأكل اللحم النيئ ويعافه.. كذلك كانت لدينا (ِقطه) لاتأكل اللحم نيئاً لكننا نأكل في أسوأ إختراع غذائي إسمه « المرارة» وفي روايةٍ أخرى «أم فِتْفِتْ » .. وهي بسبب عدم مرورها بالنار لتطهيرها تنقل كل أمراض الحيوان إلى الأنسان.. وأي شخص يأكل« المرارة » و «أُمْ فِتْفِتْ » أتحداه أن يذهب ليفحص باطنه وقطع شك سيكون عنده على أقل تقدير (ديدان) قد تصل الدودة الشريطيه.. فإذا كنا نحارب كل ظاهرة تطرأ علينا باستصدار الفتاوى ثم المنع.. فما هو دور الإعلام ومؤسسات الإرشاد والهدايه.. فإذا استمر الوضع هكذا نُحَرم ونَمْنَع كل شيئ حتى نصل إلى مجتمع طاهر لايُخطيئ ولايُذنب عندئذٍ سيستبدلنا الله سبحانه وتعالى بقوم آخرين يخطئون ويذنبون حتى تشملهم رحمة الله ومغفرته.. كنا في الحارة الخامسه بمدينة المهدية نصلي في زاوية عمنا (المحيسى) عليه رحمة الله وكان لديه دكان بقرب زاويته.. وكان يقول عن حُرمة شراب السَّجاير.. ألاترى إن شارب السجاير دائماً يبحث عن النَّار.. وتجده يقول أدوني النار.. أدوني النار طريقه مبسطه وشفافة لأثبات ضرر السَّجاير.. إذًا منع التبغ عبر القانون.. يباع سرًا ويرتفع ثمنه.. ألايصبح مدعاة للضحك.. أن تسمع بأن ولد فلان قبضوه بشرب في سجارة برنجي.. أو ولد فلانه قابضنو في سفة تُمْبَاك.. إذا كان التبغ فساداً فهو «فساد أصغر » .. فلنبدأ بوضع الأولويات في محاربة الفساد وعندمل نصل إلى فساد التبغ يكون المجتمع بلافساد فلايحتاج المواطن إلى تدخين سجارة أوسفة تمباك لأن مزاجه يكون رائقاً ويكون تامي ،، بالمناسبه يقال إن القهوة ذاتا تسبب أمراضاً وإن إدمانها خطيراً .. أها.. «القهوة» كيييف؟